متمسكون بالحديث عن الحب، والسلام، والتعايش السلمي مع الآخرين

3 Day Mesopotamia Exhibition

فيرفيلد- خاص «التلغراف»:

في جو من المحبة والوئام إستعاد العراقيون أيام مجدهم في بلاد وادي  الرافدين ،على الرغم من إنتشار أفكار التفرقة في أرجاء العالم، وعلى الرغم من التركيز على أجواء العنف والفساد، والحروب والتوترات، إلا أن الدنيا لاتزال بخير، وما زال هناك من يحب الآخرين ولا يفرّق بين الطوائف والأعراق، و القلوب اليانعة الخضراء لاتزال موجودة، وهاهي تنبض بأريج التناغم مع الآخرين، في إحتفالية رائعة شارك فيها لفيف كبير من أطياف مكونات بلاد الرافدين، أستطاع كورال المحبة (بالتعاون مع مؤسسة ستارتز وبدعم من دائرة الخدمات الاجتماعية الاسترالية) أن يقيم وبنجاح معرضاً إحتفالياً بهيجاً سُمي بـ :

«3 Day Mesopotamia Exhibition»

وذلك في متحف مدينة فيرفيلد المحلي وللأيام الخميس والجمعة والسبت 8, 9 & 10 October 2015 …

وقد تميز هذا المعرض عن غيره من المعارض بأنه لم يكن تقليدياً بمفهومه الذي يتضمن النظر الى أعمال فنية فحسب، بل كان محفلاً تفاعلياً وديناميكياً إذ شارك جميع الحضور في فعالياته بشكل رائع يعكس معاني الأخوة والسلام بين أطياف بلاد الرافدين وباقي مكونات المجتمع الأسترالي بمختلف انتمائاتهم وأصولهم…

كُتّاب، أدباء، موسيقيون، مطربون، فنانون تشكيليون، أطباء، مهندسون، إعلاميون، مفكرون، متطوعون، أسماء لامعة وقلوبٌ مُحبة تظافرت جهودها لتجعل من هذه الأحتفالية عُرساً للتآلف الحقيقي بين أطياف القادمين من بلاد الرافدين الى أستراليا حاملين في حقائبهم تراث حضاراتٍ تركت أثراً لايمكن التغاضي عنه في تاريخ البشرية…

ومن أجمل ما حدث في هذا المهرجان هو رسم لوحة السلام من أستراليا الى بلاد الرافدين بشكل مباشر من قبل المشاركين في المهرجان وبتصميم وإشراف الفنان التشكيلي المبدع علي عباس حمادي الذي أستطاع (وبجدارة) أن يترجم مشاعر جميع المشاركين في الأحتفالية الى لوحة مميزة سيذكرها التأريخ للأجيال القادمة…

كما وتضمن المعرض فعاليات غنائية تراثية مقدمة من قبل: الفنان القديرعدنان البرزنجي، الفنان المبدع مارتن السومري، الفنانة المتألقة سهى غريب، كورال المحبة، ودي جي صفاء النعيمي…

كماوتضمن المعرض عرضاً للوحات والأعمال الفنية للفنانين التشكيليين المبدعين: رئيف روفائيل،مي جميل،زينة فضيل،عائشةالآلوسي، عدنان البرزنجي… هذا بالإضافة للأعمال الفنية الموجودة في معرض الف ليلة وليلة المقدمة من قبل مجموعة من فنانين متميزين آخرين أيضاً: مثل حيدر عبادي، أغنار غازي، وليلي ناجي وأخرون…

وأيضاًفقد تم عرض للكتب والمؤلفات لكل من : بشارحنا،وسنستو،وديع شامخ وغيرهم… وأيضاًعرض للكتب العربية المستوردة بإدارةالكتبي صباح ميخائيل…

ومن الضروري الإشارة الى الحضور الفعّال لبعض الجهات المشجعة لهذا المشروع بكل أحترام وتقدير وهم: منتدى الخريجين العراقي الاسترالي، التيارالديمقراطي،جريدة بانوراما،جمعية المسيحيين العراقيين الاستراليين، رابطة المرأة العراقية الاسترالية، جريدة التلغراف، مجلة النجوم الفنية،وغيرهم مع حفظالاسماءوالالقاب وفائق الإحترامات…

وفي نهاية فعاليات هذه الأحتفالية كان للمنسق العام لمشروع «أغنية السلام من استراليا الى بلاد الرافدين»  السيد بشار حنا الكلمات الآتية:

وإن كان البعض يعتبرنا غير واقعيين، لأننا لا نؤمن بالشر والكراهية التي تملأ واقع حياتنا، ويتصورون بأننا نلاحق الرياح، إلا إننا متمسكون بالحديث عن الحب، وعن السلام، وعن التعايش السلمي مع الآخرين، وسيبقى صوتنا صارخاً في برية الجحود ليصل الى مختلف أرجاء العالم، رافعين راية السلام والحب… والدليل على إن الدنيا لاتزال بخير، هو وجودكم معنا في هذا اليوم، و هذا العدد الكبير من مناصري السلام من مختلف الأطياف والأديان والطوائف قد عملوا معنافي هذه الايام الثلاثة بكل محبة وأحترام كاسرين قيود التفرقة ومحررين أفكارهم لتنطلق محلقة عالياً في فضاء المحبة اللامحدود… بوركتم جميعاً يا رفاقي في الإنسانية ومن نجاح الى آخر… هذا وبالنيابة عن زملائي في كورال المحبة نتقدم بالشكر الجزيل الى شركاءنا في هذا المشروع مؤسسة ستارتز (STARTTS) التي لم تتوانا عن تقديم كل التسهيلات لتأمين سلاسة تنفيذ هذا المشروع، وأيضاً متحف مدينة فيرفيلد (Fairfield City Museum) التابع الى بلدية المدينة على تعاونهم معنا في توفير المكان المطلوب لإقامة هذه الإحتفالية الرائعة… ولا يفوتنا أن نتقدم بشكر خاص الى  دائرة الخدمات الاجتماعية الاسترالية (Department of Social Services) التي أتاحت لنا هذه الفرصة العظيمة لكي نثبت للجميع بأننا نؤمن بالتعددية والتآلف ونظهر أحترامنا لهذا البلد العظيم (أستراليا) من خلال تقديم أفضل مالدينا من مواهب وكفاءات وخبرات لخدمة المجتمع الاسترالي الذي فتح أبوابه الينا وأحتضننا بعد أن ضاقت بنا ظروف حياتنا في بلداننا الأم… وها نحن نمارس حريتنا في التعبير عن الرأي بكل تقدير لإنسانيتنا في إطار دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان وأعتقاداته وممارساته السلمية…