بقلم هاني الترك OAM

حينما توفي الملياردير الراحل بول رمزي عام 2014 ترك وصية تقضي بإقامة مؤسسة رمزي للحضارة الغربية واعتماد ثروته التي خلفها ومقدارها 3،3 مليار دولار للدراسة والترويج الحضارة الغربية في استراليا.. تم تعيين رئيساً للمفوضية رئيس الوزراء الاسبق جون هاورد ومديرها التنفيذي بروفسور اللغة الانكليزية سيمون هاينز وعضوية مجلس ادارتها رئيس الوزراء السابق طوني آبوت.
وسوف تتولى المؤسسة دراسة الحضارة الغربية ومساهمتها بأبعادها المتنوعة في بناء استراليا مثل الديانة والآداب والتاريخ والافكار . وتركز على تطور استراليا في اطار الحضارة الغربية  بصفة ان الثقافة الاسترالية هي جزء من الحضارة الغربية اذ امتدت الحضارة الغربية الى ابعد من حدودها الدولية واثرت على تأسيس استراليا وثقافتها.. والفرق بين الثقافة والحضارة اذا امتدت الثقافة الى ابعد من حدودها واثرت عالمياً فتصبح حضارة مثل الحضارة الغربية المعاصرة.
فإن الحضارة الغربية هي المهيمنة حالياً على العالم بجميع طبائعها وعناصرها.. وعلى وجه الخصوص دراسة جذورها التقليدية التاريخية من الاغريقية والرومانية والعربية التي شكلتها وصاغتها الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام اذ ان العودة الى الجذور هامة.
وهنا يجب ابراز الحضارة العربية الاسلامية التي لعبت دوراً هاماً في الحفاظ على تراث الحضارة الاغريقية بالترجمة والدراسة ونقلها الى اوروبا قبل العصور الوسطى حينما كانت اوروبا غارقة في الظلمات.. وبعد صحوتها الى  عصر الثورة الصناعية وعصر التنوير وعصر النهضة.. والتي ادت الى بروز الحضارة الغربية المعاصرة وهيمنتها حالياً على العالم في عصر العولمة.