By Hani Elturk OAM

عقد يوم الاربعاء مؤتمر تاريخي في استراليا لتشجيع السياحة الاسترالية للاردن .. وهو اول مؤتمر سياحي يعقد في استراليا للترويج للسياحة الاسترالية لدول الشرق الاوسط.
وقد تبنت المؤتمر سفارة المملكة الاردنية الهاشمية لدى كانبرا برعاية السفير د.علي كريشان بتخطيط وتصميم مجلس السياحة الاردني في المملكة الاردنية الهاشمية..
وحضر من ادارة المجلس احمد لحمود ورستم ماكجيان ودانا خروفه.. وعدد كبير من فعاليات الجالية العربية يتقدمهم 11 مطراناً من الطوائف المسيحية الشرقية.. ومن استراليا وكيل السياحة والسفر بوب دانيال ومن دائرة التعليم تيم غيلمور ومن مؤسسة طيران كوانتاس شانون ماكريدي والمؤرخ الاسترالي ستيفن جيمس ومن التلغراف الزميل هاني الترك.
قبل التحدث عما دار في المؤتمر لا بد من الاشارة الى ما كتبه الصحافي الاردني الاسترالي في «التلغراف» ميخائيل حداد حيث قال:
«ان الاماكن الدينية تُعتبر من الأهمية بمكان كونها اماكن مقدسة ومهبط الوحي ومسقط رسالات السماء ومقر الأديان.
وزيارة هذه الاماكن المقدسة غاية في الأهمية لكونها تقف شاهدة على وحدانية الخالق وعظمة الرسالات السماوية وقدسية الرسل والأنبياء.
وهي ايضاً الغذاء الروحي والاجتماعي بين مكونات الشعب الاردني القائم على التعايش الاخوي السلمي بين كافة ومختلف مكوناته وعقائده بميزات الأخاء والتسامح والعيش المشترك.
فقد تميزت المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة ورعاية الهاشميين الذين هم حملة رسالة واصحاب وصاية ورعاية على المقدسات الاسلامية في فلسطين والاردن. فهذه المسؤولية كبيرة والامانة التاريخية التي حملها الهاشميون جعلت من الاردنيين اسرة واحدة لا تعرف تفرقة ولا خلافات .. تعمل وتبيّن جاهدة تحت ظل الراية الهاشمية منذ ان وُجدت لتصبح نموذجاًِ في محيطها والاقليم الشرق اوسطي برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم راعي مسيرة البناء والإعمار الخيرية.
ولأن الاردن متحف كبير ومتنوّع في تاريخه وحضارته وثقافته فقد اختيرت اشهر المواقع المسيحية الدينية في الاردن والتي يؤمها الحجّاج والسيّاح بمئات الآلاف على مدار العام للتعبّد والتقديس ونيل البركات في المناسبات والاعياد الدينية والروحية.
ومما زاد من شهرة الاردن على صعيد الحج الديني والإيماني بناء جسور واواصر الصداقة والتواصل التي ارسى دعائمها المغفور له جلالة الملك حسين مع حاضرة الفاتيكان حينما كان في استقبال قداسة البابا بولس السادس منذ اول زيارة لحبر اعظم الى القدس الشريف عام 1964 (قبل الاحتلال).
وحمل امانة الوصاية والرعاية من بعده على المسجد الأقصى وقبّة الصخرة وكنيسة القيامة ومهد السيد المسيح والأماكن المقدسة المسيحية والاسلامية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.. فواصل دربه على النهج الاول من آل هاشم الأغرار الميّامين في المحافظة والرعاية على الاماكن الدينية ويدافع عنها من الاحتلال في المحافل الدولية حفاظاً على خصوصيتها ومكانتها الدينية والروحية والتاريخية لدى اتباع الديانات السماوية.
افتتح المؤتمر بالسلامين الملكيين الاسترالي والاردني .. وكانت عريفة الحفل الاعلامية من اذاعة صوت الغد سوزان حوراني التي قالت ان هدف المؤتمر هو تنشيط السياحة الى الاردن.
وذكرت حوراني المؤلف فادي شوكت حداد الذي صدر له كتاب بالانكليزية في الاردن يحمل عنوان: «A Christian pilgrimage Journey in Jordan» .. وهو مرشد للسياح المسيحيين في الاردن.
وذكرت حوراني ايضاً كتاباً آخر عن الاردن صدر باللغة الانكليزية في استراليا مؤلفه الكاتب اللبناني الاصل جورج حوراني يصف فيه الاردن ويقول :
«ان اجواء وروحية وملابس وموسيقى كلها اردنية .. ويرحب الشعب الاردني بالغرباء ويكرمهم.
ويتابع كتاب الحوراني:
ويعترف الشعب الاردني بالخدمات نحو المسيحيين مع ان الملك عبدالله الثاني مسلم وهو يلعب الرياضة ويحب بلده. وفتح الحوار بين الثقافات والديانات وهو يروّج للإسلام وليس هناك فرق بين المسيحيين والمسلمين.
فإن الملك عبد الله بروح الاسلام في الاردن يعمل للشعب الاردني كشركاء بصرف النظر عن المسيحيين او المسلمين.. وقد تابع الملك عبدالله الثاني حماية المسيحيين والمسلمين تحت ظل الهاشمية. ويتابع حوراني:
نحن الآن في قلب سيدني نعبّر عن امتناننا الى جلالته في حماية الاراضي المقدسة والتباين الثقافي والاحترام .. فأثناء زيارتي للاردن عام 1996 وجدت اربعين موقعاً للصحابة في الاردن وبالمقابل وجدت 120 موقعاً مسيحياً فيه.. فأنا زرت الاراضي المقدسة واشجعكم ان تذهبوا الى الاردن وتأكلوا المنسف..
والقى السفير كريشان كلمة بالانكليزية قال فيها ان المملكة الاردنية الهاشمية غنيّة بالثقافة بالتاريخ والاطعمة والجمال الطبيعي والآثار منذ العهد الروماني وتراثها الدين العالمي.
والرحلة الى الاردن ستكون ممتعة ومثيرة فهي اول دولة عربية تقليدية يعيش فيها المواطنون بسلام .. وحالياً الملك عبدالله الثاني ساهم في الحفاظ على الكنائس المسيحية في القدس ويعتقد بالسيد المسيح والسيدة العذراء ويعتقد بالله وبالانجيل .. وهذا هو الاسلام الحقيقي وهو التناغم.
فإن الملك يعمل على التناغم بين الثقافات والديانات في الاردن لكل الاردنيين.
و وقال المسؤول عن المغطس في نهر الاردن رستم ماكيجيان بأن المسيحيين يضعون الثقة ويتسلمون البركة بالتأكيد على معلوماتهم كما جاءت في الكتاب المقدس بزيارة الاراضي المقدسة .. وحينما يرون الواقع بالتراب الذي سار عليه يسوع في الاردن.
واكد ماكيجيان في كلمته عن المكان المقدس المغطس الذي يعتبر من اطهر واقدس الاماكن لدى ابناء الديانة المسيحية على اختلاف طوائفهم.. وتحديداً الضفة الشرقية لنهر الاردن في الموقع المسمّى بيت عنيا لما لها من خصيّة خاصة وكبيرة كونها عمادة السيد المسيح على ايدي يوحنا المعمدان.
ويعتبر هذا المكان مقدساً لكافة الطوائف المسيحية في العالم وما زاد من شهرته الزيارات المتكررة التي قام بها وما زال يقوم بها العديد من اصحاب القداسة البابوات وكرادلة ومطارنة الطوائف المسيحية المختلفة من كافة ارجاء المعمورة .. ولعل ابرز من قام بزيارته قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 2000 وكان في استقباله الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدلله .. وزاره ايضاً البابا بنديكتوس عام 2009 بمرافقة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا.. وفي عام 2014 قام البابا فرانسيس بزيارة المغطس .. وقداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقصية وغبطة بطريرك الموارنة في لبنان الكاردينال بشاره بطرس صفير.
وقد بنيت كاتدرائية مار الياس والمشتق اسمه من النبي ايليا رسول الله الذي ارتفع الى السماء بقرب ذات المكان الذي تعمّد فيه السيد المسيح اي المغطس.
وعلى جانب النهر اقيمت مدرسة لتعليم السياحة الدينية للشباب واعلامهم بالفكر المسيحي تحمل اسم Echo باللغة الفرنسية نسبةً الى الحاج ايكو الفرنسي الذي زار المغطس والاراضي المقدسة حوالي سنة 650 ميلادية ووصفه بالدقة للعالم.
وهناك مدينة جرش اكثر المدن الرومانية قدماً وذلك جبل نيبوي في مادبا وهو مكان وفاة النبي موسى . فإن الاردن مكان مقدّس للمسيحيين سار على ترابه السيد المسيح ورؤيته في الواقع هو هام.
وتكلم احمد لحمود من مجلس السياحة الاردني بالنيابة عن الادارة قال انه ازدادت نسبة السياحة الاسترالية الى الاردن من 14 في المئة عام 2000 الى 21 في المئة عام 2017 ونحن نريد ان نكون شركاء مع الاستراليين .. فإن الاردن غني في الثقافة والتاريخ ومكان آمن للسيّاح.
وقالت عضو ادارة المجلس دانا خروفه ان هناك ثلاثة معابر لدخول الاردن من استراليا..
الخطوط الجوية الاماراتية والاتحاد والقطرية وكوانتاس والاردنية.
ففي الاردن المقاهي والفنادق من الدرجة الاولى وهي من التاريخ القديم وعاصمته عمّان وهي المدينة القديمة منذ ايام العمانيون وقبلها كان اسمها فيلادلفيا التي احتلها القائد الروماني فيلادلفي وفيها المدرج الروماني .
مدينة بترا الرومانية الاصل تضم التراث العالمي وهي احد عجائب الدنيا السبع كما اقرتها اليونسكو.
وجرش مدينة قديمة من اكبر المدن التاريخية في العالم وهي اصلاً من العرب الانباط الحافظة على التاريخ.
ووادي الرم الذي صوّر فيه فيلم لورانس والعرب لبيتر اوتل وعمر الشريف وانطوني كوين واصبح مركزاً لصناعة السينما العالمية بسبب مناظره الطبيعية التي تناسب كل الافلام.
ان في الاردن اماكن التراث العالمي والمياه المعدنية والشعب الكريم والتاريخ المقدس مثل مادبا وعجلون وعمان العاصمة وهي قلب الشرق الاوسط .. فيها جميع انواع الترفيه والمغامرات والتسلية والمؤتمرات والمهرجانات والمناسبات الدولية .. وفيها ايضاً الطب والرفاهية والسياحة.
فقد حافظت العائلة المالكة على هذا الاستمرار اذ ان العائلة المالكة تدعم السياحة.. تجمع التاريخ منها العمادة في نهر الاردن وجمال النهر .. فإن المغطس مكان العمادة هو المكان المقدس الذي هو على بعد من مادبا وهي المنطقة التي دفن فيها النبي موسى.. ان فيها العهد القديم بترا ومادبا والاتصال التاريخي الديني ونرى البحر الميت الذي لا يوجد فيه حياة بسبب ملاحته وعبر فيه لوط وفيه 21 نوعاً من المعادن لعلاج الامراض.
فإن المملكة الاردنية الهاشمية هي ارض القداسة التي تجمع الديانات الثلاث اي انها العذراء المكرمة التي هي افضل نساء العالم وذهاب 11 مطراناً الى الاردن دليل على التناغم العالمي .. فهو المفتاح.. وانها الارض التي عاش فيها يوحنا المعمدان .. اي المغطس الذي عمّد فيه السيد المسيح.
وتكلم مدير التعليم من منطقة وولونغونغ تيم غيلمور وقال ان الاردن هي ارض المحبة والتعليم وثرية بالتاريخ. فقد زرت الاردن مع اربعين طالباً .. والاردنيون يتميّزون بالكرم والترحيب الحار والطعام والرقص وشعرت بقدسية الديانات والراحة وكل ما نحتاجه.
واضاف غيلمور لقد تلقينا الاحترام من المملكة الهاشمية وزرنا الكنائس فهو الاردن الذي دعم واستقبل العراقيين والسوريين ومن قبلهم الفلسطينيين.. كما زرنا البحر الميّت ومادبا ومعظم الأماكن السياحية.

واضافت غيلمور لقد منحني الإلهام في الاردن اذ لم اكن انجب الاطفال وبعد زيارتي للأردن واعجابي به وبقداسته عدت الى استراليا وحملت زوجتي واسميتها جوردن وهي الآن عمرها 21 عاماً.
فإن التعليم هام في حياة الاردن ويركّز البلاط الملكي على التعليم وانا اريد ان اذهب مرة ثانية واوصي الجميع الذهاب اليه.
واعلنت سوزان حوراني بالنيابة عن السفارة التي تمثل المملكة الاردنية الهاشمية عن تقديم 11 بطاقة سفر الى 11 مطراناً الى الاردن تكريماً لهم.
وكانت الكلمة الأخيرة للمطران روبير ربّاط الذي شكر المملكة على البطاقات التي منحت للمطارنة .. وقال ان الاردن ملاذ للمشردين بسبب الحروب من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعراقيين لأن سياسة الاردن هي انسانية.. الذي وضع اساسها الملك الراحل حسين ويتابعها الملك الحالي عبدالله الثاني.
واضاف المطران رباط انني زرت الاردن مرتين زيارة خاصة ولكن هذه المرة زيارة رسمية اتعرف فيها على الاردن بصورة اكبر واكون ضيفاً على المملكة الاردنية الهاشمية.
وفتح الباب للأسئلة فتقدم الشاعر نجيب داود الذي اعلن عن تقديم هدية لزيارة الاردن للإعلامية سوزان حوراني نيابة عن الملك عبدالله الثاني ملك المحبة والسلام.
وخلال النقاش ما لفت النظر تحدثت امرأة فيليبينية مستفسرة عن افضل وقت لإصطحاب فريقين من الفيليبينيين الى الاردن للعمادة في الكنيسة التي تقع على المغطس.