بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

لماذا يتظاهرون، ما دام المسؤول يشكو، لماذا يرفعون الشعارات، وقد تعطّلت لغة الكلام والبلاد انتقلت من مربعات امنية الى مربّعات «بلدية»، ويكاد كل حيّ يفتح على حسابه في الأمر والنهي والقرارات التي تعود الى الدولة، فها هي بلدية عرسال تسمح للاجئين السوريين بإدخال الترابة وبناء منازل من الباطون المسلّح بدل الخيام.. في حين ما زال الجيش يمنع ذلك على ابواب المخيّمات الفلسطينية من باب حق العودة وليس التوطين، وها هي بلدية فنيدق تصدر قراراً لمنع المشروبات الروحية في نطاقها وصولاً الى القموعة، وغيرها الكثير من القرارات البلدية جنوباً وشمالا وبقاعاً التي تقول «مرحبا دولة».

لماذا يتظاهرون وتكاد الجامعة اللبنانية تخلو من العمداء والمدراء ورؤساء الاقسام الجامعية المسيحيين عن سابق تصوّر وتصميم من قبل ادارتها. لماذا يتحدثون عن الفساد وهو الحاكم المسيطر ولا حسيب ولا رقيب.

وها هي افعى النفايات تطلّ برأسها من جديد تنذر بمشاريع ازمات في الأشهر القليلة المقبلة على امتداد الاراضي اللبنانية.
تسمع المسؤولين على الشاشات فتعتقد ان اللبنانيين يعيشون في السويد او في سويسرا ولكن «اقرأ تفرح جرّب تحزن».

هل ينفع التظاهر بعد اليوم، ولم يبق قطاع إلا وسار موظفوه في الشوارع، هل نعود الى الارض، الى هموم الناس والجراح والمعاناة بدل ان ننتظر مواقف وخطابات من باريس وبعبدا وميرنا الشالوحي والضاحية ودافوس؟؟

وزراء يشكون، نواب يتذمّرون، رؤساء كتل يتساءلون، وماذا تركوا وهل يجب ان يهب المواطن ليواسيهم ويخفّف عنهم؟!

لا لزوم للتظاهر، لأن السقف سينهار بدون «جميل» المتظاهرين.