بقلم بيار سمعان
كشفت وثائق سرية للمرة الأولى أن هتلر لم ينتحر بل فرَّ إلى الأرجنتين في عام 1945.
وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أثبتت أن حكومة الولايات المتحدة كانت تعلم أن هتلر كان على قيد الحياة ويعيش بصحة جيدة في جبال الانديز في الارجنتين لفترة طويلة بعد الحرب العالمية الثانية.
قبل التوسع في هذه الفكرة لنتذكر ان الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفياتي بقيادة ستالين ألّفوا معاً جبهة واحدة بدعم الدول التابعة لهم وبتمويل من النورانيين لمواجهة هتلر والنازية.

تعاونت هذه الدول على شن هجوم مشترك على المانيا وألقيت آلاف الاطنان من القذائف على المدن الرئيسية فيها في عملية دمار شامل.
في 30 نيسان 1945 أشيع ان آدولف هتلر أقدم على الانتحار مع عشيقته إيفا براون داخل قبو في ملجأ. واعلن السوفيات انهم تعرفوا على جثته مع شريكته ونقلاهما الى موسكو. ولم يسمح لاحد بالكشف عليهما.
فهل كان السوفيات يكذبون طوال هذه المدة؟ وهل ما سجل من احداث تاريخية منذ تلك الحقبة حتى يومنا هذا استهدف طمس الحقائق وتزوير التاريخ؟؟ وهل الاسباب الحقيقية التي اشعلت حرب عالمية ثانية مدمرة للقارة الاوروبية هي بالواقع غائبة عن كتب التاريخ التي بين أيادينا؟ وهل اجتهادات المؤرخين كانت مجرد عملية تمويه منظمة؟؟
لم يفكر احد بهذه الاحتمالات حتى تاريخ الافراج عن وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكان قد سبق ذلك أبحاث قام بها مؤرخون من الارجنتين، لكنها بقيت محصورة في جنوب امريكا ولم تؤثر على الرأي العام العالمي.

أنظمة واجهزة مخابرات كانت على علم

الوثائق الصادرة حديثاً عن مكتب التحقيقات الفيدرالي تُؤكد ان رواية انتحار هتلر وإيفا براون هي مزورة وان الزعيم النازي ومجموعة من كبار الضباط حصلوا على مساعدة الادارة السويسرية والولايات المتحدة ورئيس مكتب التحقيقات نفسه آلين دولاس، كما آذرهم في عملية الانتقال منظمة الصليب الاحمر الدولية مع رضى وتسهيلات الرئيس الارجنتيني بيرون وامير هولاندا الالماني برنارد بريستيفيلد مؤسس مجموعة بيلدبيرغ Buildeberg.
وفي احدى وثائق مكتب التحقيقات (FBI) كشف النقاب عن أن الوكالة كانت تدرك جيداً ان غواصة مجهولة شقت طريقها على طول الساحل الارجنتيني، وانزلت مسؤولين نازيين على مستوى رفيع، وتؤكد الوثيقة ان هتلر كان من ضمنهم وانه اقام في سفوح جبال الانديز.
الصحافي الامريكي أوليفر بيروي (Perroy) الذي غطى بعضاً من الحرب اللبنانية والحرب على العراق وافغانستان والحرب الليبية، صُدم عندما بدأ الاطلاع على هذه الحقائق وخصص مجهوداً للكشف عن حقيقة انتقال هتلر الى الارجنتين، بعد ان إطَّلع على وثائق الـFBI والتقى مؤرخين في جنوب امريكا كتبوا مطولاً عن هذا الموضوع.
ويشرح بيروي ان هتلر اختار الارجنتين لاسباب عدة اهمها التعاطف الشعبي وتأييد النظام للنازية، ووجود جالية المانية ضخمة في منطقة سان كارلوس دي باريكوش كانت تقيم مسيرات نازية كالتي تجري في شوارع برلين. وكشف ان الرئيس خوان بيرون تلقى 250 مليون دولاراً استودعت في حساب خاص في سويسرا، وان الادارة الارجنتينية أصدرت 14 ألف هوية مزورة منحت لضباط نازيين للإقامة في البلاد.
وكشفت احدى الوثائق ان مخبراً سرياً المانياً وافق على تزويد مكتب التحقيقات الفيدرالي بمعلومات حول لجوء الألمان في سنة 1945 الى الارجنتين مقابل منحه اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة، وما نقله هذا المخبر كان مذهلاً.
وقال انه شاهد بام عينه غواصتين المانيتين وكان واحداً من أربعة اشخاص تمكن من مواجهة هتلر واللقاء به. واكد ان هتلر وإيف براون كانا في الغواصة الثانية.
كما أكد ان الحكومة الارجنتينية استقبلت هتلر بحفاوة وساعدته للانتقال الى مكان اقامته السري ووفرت له الحماية، وقدم المخبر تفاصيل دقيقة حول كيفية الوصول الى البلدة التي اقام فيها هتلر. ورغم ان مكتب التحقيقات كان متحفظاً حول هوية العميل وأشار إليه برقم، غير ان الملاحظات التي وردت في الوثيقة حول المعلومات التي قدمها، تشير انه كان موضع ثقة الاجهزة الاستخبارية.

مكتب التحقيقات يكتم سر هتلر

ورغم كل التفاصيل الدقيقة التي تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من جمعها حول تاريخ وصول هتلر مع إيفا براون وعدد من الضباط وحول تحديد مكان اقامته وتفاصيل عديدة اخرى تعطي صورة متكاملة عن الزعيم الالماني في الارجنتين، فضل المكتب لاسباب مجهولة عدم ملاحقة هذه القضية او إجراء تحقيقات إضافية، رغم محاكمة ضباط كثر في المانيا ما بعد الحرب بتهم الابادة الجماعية واعتبارهم مجرمي حرب…
والى جانب الشهادات الحية التي حصل عليها مكتب الـFBI من شهود آخرين حول مكان اقامة هتلر والموضع الذي ركنت اليه الغواصتين U-530، فضل مكتب التحقيقات فرض السرية المطلقة على مضمون التقارير المتعلقة بهتلر.

شهادات اخرى

والى جانب تقارير مكتب التحقيقات تبين أيضاً ان الملحق العسكري الامريكي في بونيس ايروس اعلم واشنطون سنة 1945 انه يوجد احتمال كبير ان هتلر وايفا براون وصلا الى الارجنتين.
ورافق هذا التقرير انباء صحفية عن بناء قصر ضخم بهندسة بوفارية (وهي مقاطعة المانية) على سفح جبال الانديس. وكانت الصحف الارجنتينية قد اوردت هذا النبأ. كما ذكرت صحف أخرى نبأ وصول غواصتين U-530.
دليل آخر جاء بطريقة غير مباشرة على لسان مهندس القصر الذي اقام فيه هتلر لاحقاً، اذ نشر المهندس اليخاندرو وبوستيللو Bustillo مقالاً حول تصميم القصر معتمداً اسلوب الهندسة البافارية وان الاثرياء ألمان موَّلوا مشروع بنائه.
أدلة قاطعة حول نجاة هتلر.
لعل اكبر دليل يثبت ان هتلر لم يمت مع استسلام ألمانيا يكمن في روسيا، مع سقوط برلين ودخول القوات السوفياتية واحتلالها لقسم من ألمانيا، أشاع المسؤولون الروس نبأ نقل جثامين هتلر وايفا براون الى روسيا وجرى اخفاءهما وحظر كل المواطنين والاعلاميين والخبراء رؤيتهما والتأكد من صحة هذه الادعاءات. وبقيت الحالة على ما هي عليه حتى سنة 2009 بعد سقوط النظام الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفياتي.
في سنة 2009 سمح لعالم الآثار الامريكي Nicholas Bellatoni اجراء اختبارات الحمض النووي (DNA) على نثرات من الجمجمتين. وجاءت النتيجة صادمة اذ اثبتت الاختبارات انهما لا تعودان لهتلر أو لإيفا براون ولم تتطابق مع الحمض النووي لأقارب أيفا براون أو هتلر.
هذه النتائج طرحت مجدداً تساؤلات عديدة حول مكان وجود هتلر؟
وكانت صحيفة Star & Stripes قد نقلت في سنة 1945 ان الجنرال آيزنهاور وستالين قد اعربا عن اعتقادهما ان هتلر الحقيقي يعيش بأمان وراحة في الارجنتين.
فهل هذا ممكن؟
ان تقارير مكتب التحقيقات والعديد من الشهادات الحية تؤكد ان الاجهزة الاستخبارية في الولايات المتحدة لم تكن فقط تدرك مكان وجود هتلر في الارجنتين، بل تكتمت على هذا السر طوال عقود. وان عملية الانتقال مع مجموعة ضخمة من الضباط ألزمت مؤازرة انظمة ومؤسسات دولية وساهمت بدورها بكتم هذا السر.
وهذا يطرح أسئلة هامة أخرى حول دور هتلر الحقيقي في الحرب والخلفيات البعيدة وراء قيام حرب مدمرة على أرض أوروبا.
وباعتقادي ان الاجابة على هذه التساؤلات تساعد على فهم اعمق لحقائق الامور والخلفيات البعيدة لما جرى ويجري من احداث على الساحة الدولية.

رسائل ألبيرت بايك حول 3 حروب عالمية

واحدة من رسائل البيرت بايك (Pike) المنشورة في كتابة «Spirit Guide» ورد فيه رسالة من الكاتب الى زميله الايطالي Mazzini والمؤرخة 15 آب اغسطس 1871، تتضمن خطة لافتعال 3 حروب عالمية يجب ان تقع بالضرورة بغية إقامة نظام عالمي واحد. وكانت الرسالة معروضة في متحف مكتبة لندن وقام بنقلها ويليام غي كار، وهو ضابط مخابرات سابق في البحرية الملكية الكندية. وعلق كار ان «وحي الروح» هو مجرد إلهام شيطاني بالتفاهم مع اناس صمموا التعاون مع هذه القدرة الشريرة.
ووصف بايك الحروب الثلاثة كما يلي؟
الحرب العالمية الاولى سوف تسمح للنورانيين Illuminati بإسقاط سلطة القياصرة في روسيا وتحويل البلد حصناً للشيوعية الملحدة. وسيقوم عملاء النورانيين في بريطانيا وألمانيا بإثارة هذه الحرب. وسيتم بناء الشيوعية واستخدامها لتدمير حكومات اخرى واضعاف الاديان.
الحرب العالمية الثانية يجب تغذيتها عن طريق الاستفادة من الاختلافات بين الفاشية والصهيونية العالمية. (يجب الملاحظة ان كلمة صهيونية لم تكن بعد معروفة في سنة 1871). ويجب ادارة هذه الحرب ليتم تدمير النازية والابقاء على الصهيونية قوية لتتمكن من اقامة دولة اسرائيل المستقلة في فلسطين خلال هذه الحرب، كما يجب تدعيم الشيوعية بما فيه الكفاية من اجل تحقيق توازن مع المسيحية التي ستبقيها تحت سيطرتنا حتى تحن ساعة الكارثة الاجتماعية النهائية.
الحرب العالمية الثالثة يجب تغذيتها عن طريق الاستفادة من الخلافات الناجمة عن عملائنا النورانيين بين الصهيونية السياسية وقادة العالم الاسلامي. ويجب ادارة هذه الحرب بطريقة محكمة لكي يدمر الاسلام (العالم العربي الاسلامي) والصهيونية السياسية (دولة اسرائيل) بعضهما البعض وآخرين معهم. وعند انقسام الدول الاخرى حول هذا النزاع سوف يجري دفعها الى الاقتتال حتى الارهاق الكامل مادياً ومعنوياً وروحياً واقتصادياً. ونطلق عندئذ العنان للملحدين والعدميين (Nihilists) ونثير ثورات اجتماعية كارثية هائلة ومرعبة تظهر بوضوح كامل للدول والشعوب الانعكاسات السلبية للالحاد المطلق على انه سبب كل وحشية ووراء كل الازمات والثورات الدموية. فتشن الحكومات حرباً على التنظيمات الثورية بسبب عنفهم وخطرهم على الحضارة. وتصبح الشعوب نتيجة لكل هذه الاحداث واهية وبدون امل، خاصة بعد ان تفقد المسيحية التوجه العقائدي الصحيح، كما تفتقر الى الايمان والممارسات والالتزام الديني، ونقض عندئذ على المسيحية بعد ان نكون قد انهينا التيارات الالحادية… ونقيم نظامنا العالمي.
ان قراءة هذه المخططات الى جانب مخططات عديدة اخرى تتميز بتصور مماثل تساعد على فهم حقيقة ما جرى وقد يجري مستقبلاً. فأدولف هتلر كان من العناصر الهامة الذي لعب دوراً بارزاً في المواجهة بين النازية والصهيونية السياسية، وهو ساهم بدمار اوروبا من اجل تدعيم الشيوعية الملحدة التي توسعت بعد الحرب لتضم دولاً الى الاتحاد السوفياتي، وانقسم العالم الى قسمين متناحرين، رغم تعاون الشيوعية الروسية مع الرأسمالية الامريكية خلال الحرب العالمية الثانية… كذلك ساهم هتلر بإقامة دولة إسرائيل عن طريق خلق فكرة مخيمات الابادة الجماعية وتصنيف الشعوب عرقياً.
ان فرار هتلر بعد سقوط النازية لم يعد هاماً في العمل السياسي والحفاظ على سريته، فيما لجأت محاكم الحرب الى معاقبة سائر الضباط الذين قد يكشفون حقائق مثيرة حول خلفيات هذه الحرب. فجاء اسكاتهم عن طريق معاقبتهم لجرائم ضد الانسانية.
ان ما يجري اليوم في الشرق الاوسط مدعوماً من البيت الابيض والعديد من الدول ما هو سوى اعداد لاندلاع الحرب العالمية الثالثة… ولا يعتقد احد ان مسألة زواج المثليين هي بعيدة عن هذه الخطة. انها البذور الاولى العملية لتعميم الالحاد والمادية واللاخلاقية  التي تدخل ضمن المخطط الكبير لانهاك واهلاك العالم.