صعدت حملة «طلعت ريحتكم» الشبابية تحركها ضد السلطات اللبنانية، فاحتلت مجموعةٌ منها مكاتب وزارة البيئة في وسط بيروت بينما كان الوزير محمد المشنوق في مكتبه، وظلت فيها زهاء 6 ساعات، مطالبة باستقالته، لمسؤوليته عن ملف النفايات وأزمتها الحالية، الى أن أخرجتها قوة من مكافحة الشغب منها عند الغروب، بعدما أصرت على البقاء في الوزارة الى حين تنفيذ مطالبها، رافضة التفاوض مع الوزير. وبلغ عدد المحتلين زهاء 50 شاباً. وجاء دخول «طلعت ريحتكم» مقر وزارة البيئة قبل ساعات من انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي كانت أعطتها مع مجموعة «بدنا نحاسب» لتنفيذ مطالبها باستقالة المشنوق ومحاسبة زميله وزير الداخلية نهاد المشنوق وحل أزمة النفايات وإجراء انتخابات نيابية، وتزامن هذا التصعيد مع توجيه رئيس البرلمان نبيه بري الدعوات الى 17 قيادياً من رؤساء الكتل النيابية الى اجتماع هيئة الحوار الوطني في مقر المجلس النيابي الأربعاء المقبل 9 أيلول (سبتمبر) الجاري من أجل «محاولة الإنقاذ» من الأزمة السياسية الراهنة التي يعيشها لبنان.)
وشاهد اللبنانيون عملية دخول الناشطين مقر وزارة البيئة واحتلال مكاتبها في الطبقة الثامنة من مبنى اللعازارية الفسيح المخصص للمكاتب، على شاشات التلفزة، التي تمكن مراسلوها من الوصول الى المقر، ما حوّل العملية الى ما يشبه «تلفزيون الواقع»، والتي نقلت رفض قادة الناشطين التفاوض مع المشنوق الذي بقي في مكتبه بحماية القوى الأمنية المتواجدة داخل المكاتب بكثافة بقيادة قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، الذي سعى بدوره الى مفاوضة المعتصمين فقوبل برفضهم وإصرارهم على استقالة الوزير المشنوق. ورافق احتلال وزارة البيئة تجمع عدد من الناشطين الآخرين في الشارع للتضامن مع رفاقهم، وما لبثوا أن تكاثروا، فسارعت القوى الأمنية الى تعزيز وحداتها في المنطقة وقطعت الطرقات المؤدية الى المبنى ومداخله السبعة لمنع انضمام مزيد من الناشطين الى محتلي الوزارة.