كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

فوجئ العالم الأسبوع الماضي بخبر اللاجئة الأيزيدية العراقية أشواق التي التقت خاطفها “الداعشي” في المانيا وهو لاجئ مثلها!؟.

أشواق التي هربت من العراق سنة 2014 وكان عمرها 19 عاماً، بعدما احتُجزت لسنوات في منزل أحد الدواعش ويدعى أبو همام الذي اشتراها بمئة دولار مع ما تلا ذلك من تعذيب واغتصاب.

في المانيا، أقامت أشواق قرب مدينة شتوتغارت، وفي أحد الأيام شاهدت رجلاً يترجل من سيارته ويقترب منها ويناديها باسمها ولما قالت له أنها لا تعرفه، تقدم منها قائلاً: أنا أبو همام لا تكذبي علي، أنا أعلم جيداً أنك أشواق وأنك تعيشين في المانيا مع أمك وأخيك وأعرف عنوانك!

تجمدت أشواق في مكانها وارتبكت، إنه خاطفها الداعشي، وإزاء هذه الصدمة “الداعشية” قررت أشواق حزم أمتعتها والعودة إلى العراق هاربة هذه المرة من داعشي ألماني يحمل مثلها صفة لاجئ.

لن نرفع الأمر إلى أنجيلا ميركل لأنها بالتأكيد علمت بالقصة وعلمت أيضاً أن الذين استقبلتهم مطعّمون بعدد لا بأس به من الدواعش.

كلنا “أشواق”، فهي هربت أولاً من داعشيي العراق لتعود إلى بلادها هرباً من داعشيي المانيا، وكثيرون منّا نحن المغتربين العرب هربوا من الظالمين والفاسدين والمتطرفين ومغتصبي الحقوق في بلدانهم الأم ليصطدموا بهم أو بأزلامهم مجدداً في مدن أوروبا وكندا واستراليا.

غريب هذا العالم، لا مكان فيه للساعين إلى الأمان والاطمئنان وعلى هؤلاء أن يحجزوا تذكرة إلى المريخ قبل أن تنفذ التذاكر!.