يزور رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الصين مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) للقاء الرئيس شي جينبينغ، على ما أعلنت السلطات الأسترالية الأحد، في مؤشر إلى التقارب بين بكين وكانبيرا. وأكّد ألبانيزي الزيارة بعدما وافقت الصين على مراجعة رسوم جمركية باهظة على النبيذ الأسترالي، أثارت نزاعاً بينهما في منظمة التجارة العالمية. وأعلن رئيس الوزراء العمالي في بيان: «أتطلّع إلى زيارة الصين، في محطة مهمة لضمان علاقات مستقرة وبناءة» مع هذا البلد، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعرب عن ارتياحه «للتقدم الذي حققناه من أجل أن تعود المنتجات الأسترالية، بما فيها النبيذ الأسترالي إلى السوق الصينية». وستكون هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء أسترالي إلى الصين منذ 2016.

خلاف تجاري
فرضت الصين رسوماً جمركية على صادرات أسترالية أساسية، مثل اللحوم والنبيذ والشعير في 2020، في أوج خلاف دبلوماسي حاد مع الحكومة المحافظة آنذاك في كانبيرا. وأوقفت استيراد عدد من السلع الأسترالية الرئيسية، مثل الفحم، ما حرم البلاد من عائدات تقدر بمليارات الدولارات. وأثارت خطوات أسترالية عدة غضب الصين، منها تشريع ضد النفوذ الخارجي، ومنع شركة «هواوي» من الحصول على عقود لتطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس «5 جي»، والدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل في جذور جائحة «كوفيد – 19». غير أن كثيراً من هذه الحواجز رفع تدريجيا بعد عودة العماليين إلى السلطة في مايو (أيار)، وتبنيهم نهجا يميل بدرجة أقل إلى المواجهة. وألغت الصين، هذا العام، رسوما على الشعير الأسترالي، ورفعت حظرا على الخشب الأسترالي ووافقت على استئناف شحنات الفحم الأسترالية. وفي الأشهر الخمسة المقبلة، ستجري الصين «مراجعة سريعة» لرسومها على النبيذ الأسترالي، وفق ألبانيزي. وأضاف أن أستراليا هددت بإحالة النزاع مجدداً على منظمة التجارة العالمية في حال «عدم إلغاء الرسوم في نهاية مراجعة الرسوم». بدورها، أكدت الصين أنها اتفقت مع أستراليا على حل خلافاتهما التجارية «بشكل مناسب»، وخصوصاً فيما يتعلق بالنبيذ.

تهدئة التوتر
وأُحرز تقدم أيضاً على الجبهات الدبلوماسية، إذ وافقت الصين في وقت سابق هذا الشهر على الإفراج عن الصحافية الأسترالية تشينغ لي، المذيعة السابقة في تلفزيون «سي جي تي إن» الصيني الرسمي. وكانت أستراليا قد أطلقت حملة للإفراج عن الصحافية داعية الصين إلى تطبيق «المعايير الأساسية للعدالة… والمعاملة الإنسانية». وتشير بيانات نشرتها بكين في الفترة الأخيرة إلى تباطؤ زخم انتعاش الاقتصاد في فترة ما بعد «كوفيد»، ما يفاقم الضغط على القواعد التي تعتمدها الصين في علاقاتها التجارية الخارجية. ويأتي تراجع التوتر مع كانبيرا في وقت يتبع الرئيس شي نهجا دبلوماسيا أكثر براغماتية مع شركاء دوليين. ودعا شي إلى «تحسين» العلاقات مع أستراليا خلال اجتماع في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022 مع ألبانيزي على هامش «قمة العشرين» في إندونيسيا.