خاص بجريدة التلغراف

بقلم محرر الشؤون الاسترالية/ هاني الترك

دون وليامز ثمرة اتصال جنسي بين الابوروجينيين والسجناء البيض البريطانيين.. اجداده الابوروجينيون قتلوا مستوطنين بيض.. هذا هو اصل دمه المختلط بين الابيض والاسود.. رباه جده بين القبائل الابوروجينية.. اثناء الحرب العالمية الثانية كان معظم الابوروجينيين بلا عمل وبلا اعانة البطالة.. وفي يوم اسود ذهب الصبي مع رفاقه ليسرق الخبز فقتل الابوروجينيون جده.
اعتملت في نفس الصبي مرارات مضاعفة نحو الرجل الابيض والابوروجينيين والشرطة.. ظن الناس حينئذ ان وليامز سيصبح نتيجة الحقد المكبوت في نفسه اكبر عربيد تحت الشمس.. وكانت بوادر سيرته تشير الى هذه النهاية.
ولكن تحولت مراراته فجأة بفعل عجيب الى سلام عميق .. هدأت الثورة في نفسه وتجسدت بإيمانه بالله.. اصبح قسيساً يتردد على السجون واماكن الدعارة مبشراً بتعاليم السيد المسيح.. وفي اوكار الدعارة يجالس بائعات الهوى ويشرب معهن القهوة في محاولة لتفهم مشاكلهن مقتنعاً بأن سلوكهن السيء هو نتيجة انهيار العائلة وتمزق المجتمع.. حتى انه في بعض الامسيات بكت واحدة منهن قائلة: «اذا قدر لي ان اتوب واتزوج سأدعوك لإجراء مراسم الزواج الطاهر».
احياناً يلعب الشيطان دوره.. فمن شدة تعلق هؤلاء النسوة بالقسيس فقد تلقى عدة اغراءات لمشاركتهن الفراش.. ولكنه لم يقبل ابداً قاهراً رغبات الشيطان.. ويقف مع اخواته الداعرات خاشعاً مصلياً بصوت عالٍ .. قالت احداهن ان مجيئه الى احياء الضوء الأحمر .. اي اوكار الدعارة مبشراً كان اعظم شيء حدث لها في حياتها … والأكثر من هذا فإن للقسيس تسجيلات على اشرطة موجهة الى بائعات الهوى في اوكار الدعارة تقول: «مرحبا بكن ايتها الاخوات اينما كنتم فإن امي قد مارست المهنة من قبل».
ويقدم القسيس وليامز حواراً دار على الشريط بينه وبين بائعة هوى تابت وعرفت الله ساردة قصتها على بائعات الهوى وتقول ان سلوكها الداعر كان نتيجة حادثة اغتصاب في الصغر وعمليات اجهاض متتالية وادمان على المخدرات وتقول لهن: «لا توجد اي واحدة منكن تحب مثل هذا العمل المشين وقد تظنن انه لا يوجد منه مهرب ولكن اذا فتحتن قلوبكن لله فسوف يرشدكن الى طريق الخلاص والتوبة».
لقد استطاع القسيس وليامز ان يأخذ الدين الى بيوت الدعارة والسجون والفتيات المضللات.. لأن هؤلاء الناس في اشد الحاجة للهداية.. فالعالم اصبح غارقاً في المادة والجنس ورساله الكنيسة ان تغوص في واقع الحياة بحثاً عن خلاص للتائهين حتى لا تتحول الكنيسة الى ملجأ للعجائز.. ولنذكر كلمات الانجيل المقدس اذا كان واحد منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.