> ابراهيم براك
بدأ مع نهاية الأسبوع في لبنان فصل الربيع, هنئوا الأمهات بعيدهن, قدموا الساعة ساعة لزيادة النشاط والفاعلية ربما يستفيد أهل السياسة فيقدموا مجهودا صادقا للناس ويقدموا لهم حلولا وأمانا وفرص عمل واستقرارا.
مع قدوم الربيع وتقديم الساعة اتى عيد البشارة ليبشر اللبنانيين بالآمال , انفراجات سياسية اقتصادية سياحية وانتخابية …
الاسبوع الفائت جمع كل المتناقضات , من مع ومن ضد الضرائب , وكان نجم الحدث رئيس الكتائب الشيخ سامي الجميل الذي وبالرغم من محاولة تطويقه بالمؤتمرات الصحافية ورمي المزاعم الخاطئة بوجهه واتهامه بـ الشعبوية استطاع أن يقلب السحر على الساحر حاصدا تأييدا من كافة أنحاء الوطن ومن مختلف المناطق والطوائف, المعاناة تجمع والرغيف يتقاسمه الجميع والظلم لا يستثني أحدا لذلك وثق به الشعب ودعمه لمعارضته فرض ضرائب جديدة فيما الهدر والفساد والسرقة عناوين لم ولن تفسد علاقات المودة بين أهل السلطة.
بانتظار اقرار الموازنة وتأمين أموال سلسلة الرتب والرواتب , تبقى «القوانين الانتخابية» تتمرجح « نسبيا و مختلطا» وكل التسريبات تؤكد أن التوافق أنجز من جهة, وأن الخلاف لم يزل بعد من جهة ثانية, ولا ندري من يقوى على من, الوفاق أو الخلاف؟…الجميع أعلنوا نوايا حسنة فيما العراقيل ما زالت تواجه الوطن والعهد , لذلك أصبح ملزما على رئيس الجمهورية أن يواجه ويتكلم لكي لا تسقط وعوده التي تعهد بها للناس في خطاب القسم.
في الأفق تطل القمة العربية التي ستعقد في العاصمة الأردنية عمان, وفي الوقت نفسه تستمر مسرحية « الحوار الملغوم» ,
« حوار الطرشان» في جنيف بين الأطراف السورية على وقع أصوات الرصاص والانفجارات استعدادا لمعركة المعارك في «الرقة»…ويستمر ايضا مسلسل قتل الأبرياء في سوريا والعراق ووصلت إحدى حلقاته إلى لندن حيث صور مشهدا من مشاهده الدموية السوداء.
« البشارة», تنقلت من منطقة إلى منطقة, كل الأطراف بشرتنا تبدلا في المواقف لتقريب وجهات النظر للوصول الى قانون انتخابي يرضي الناس , يمثلهم دون أن يقصي أحدا ودون أن يزور أصواتهم …كما أن البشارة جاءت من مصر على لسان رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري قائلا : « إن التضامن بين أهل السلطة منعا للانقسام وان استمرار التوافق هو لحماية لبنان من العواصف»…
لكن للأسف تعودنا في لبنان على مقولة ( اسمع تفرح, جرب تحزن), العواصف لا تترك في الأجواء دخانا ابيض بالنسبة للقانون, وجرعات « المحبة والتوافق» التي يوزعونها «يمينا وشمالا» , هي جرعات غير مضادة « للعلل والخلافات» , سلسلة الرتب والرواتب لن تقر في القريب المنظور, الضرائب التي فضحها وكشفها النائب سامي الجميل جعلت السلسلة تدخل العناية الفائقة للعلاج والتطبيب, نرجو للسلة الشفاء العاجل لكن ليس بواسطة دواء الضرائب المقترحة بل بواسطة قتل جراثيم الفساد والهدر التي جعلت من جسم لبنان الاقتصادي جسما عليلا ضعيفا لا يقوى على الحراك من كثرة الجراثيم والأمراض الخبيثة…

إذا, يمكننا القول , إن الربيع اطل على اللبنانيين لكن لا تباشير بالورود وتحقيق الوعود,
وحدها ساعة الزمن تتقدم وسرعت دقات عقاربها , وأهل السياسة في لبنان ما زالوا يتصارعون ويتسارعون على حجز مكاسبهم وأرباحهم فيما الوطن يعود إلى الوراء , يعود إلى « زمن الستين», إلى التمديد الثالث, ويقولون لنا أنه التمديد « الضروري والمؤقت , وفي كل مرة , لمرة واحدة»…هل تذكرون الوجود السوري « الضروري والمؤقت»؟…