كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

الذين غاظهم فوز فرنسا بكأس العالم بكرة القدم في مونديال موسكو، راحوا يقولون: «فازت افريقيا لفرنسا»، وهذه العبارة التي تداولتها كبريات الصحف البريطانية والاميركية والالمانية في عناوينها تجعلنا نتوقف عند ملاحظات كثيرة:

اولاً: لماذا لا يتحدث الانكليز والألمان وسواهم عندما يفوزون بكأس اوروبا عن منتخباتهم المتخمة بالمغاربة والاتراك والتونسيين والافارقة؟!

ثانياً: إن الذين لعبوا لفرنسا هم فرنسيو الجنسية نشأوا وتدرّبوا واحترفوا في نوادٍ فرنسية وليس في الكاميرون او نيجيريا او الجزائر. والاهداف التي سجّلها بوغبا ومبابي هي اهداف فرنسية.

ثالثاً: هل يجوز ان ندّعي نحن اللبنانيين الاستراليين ان دايفيد معلوف هو لبناني عندما يحصل على جائزة ادبية رفيعة في حين كانت نشأته وتربيته وثقافته استرالية وهو لم يندمج يوماً بالجالية اللبنانية او العربية؟

رابعاً: هل نعترف ان نيك غراينر هو مجري وموريس ييما هو ايطالي وكريستينا كينيللي هي اميركية وغلاديس بريجكليان هي ارمنية عندما نتحدث عن رئاسة حكومة نيو ساوث ويلز؟!

خامساً: كل الذين يفوزون بميداليات ذهبية في الدورات الاولمبية في رياضة الركض للولايات المتحدة هم من ذوي البشرة السوداء ولا احد يقول فاز الافارقة بالميداليات لأميركا؟!

في الرياضة، كما في الثقافة وفي عالم الأعمال، فالتجريح في الغالب هو ضريبة النجاح، والفرنسيون حملوا الكأس تحت العلم الفرنسي بصرف النظر عن لونهم.

في الختام علينا الاعتراف بالدول التي تحتضن المهاجرين  وتصنع منهم ابطالاً يحصدون الكؤوس والميداليات.