بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

من جهات لبنان الأربع، من كل طوائفه ومذاهبه، من رياحين حقوله فاحت عطور دمائهم في الفيحاء ليتمّ فيها القول : «مدينة العلماء والشهداء».

لا يستحق هؤلاء العرسان رصاصة الغدر وهم نذروا أرواحهم وعرضوا صدورهم للمواجهة في ساحة الشرف. ولا تستحق الفيحاء هذه العيدية وهي التي أمطرت ليالي رمضان بنجوم المحبة والفرح.

لا تستحق طرابلس كلّما دقّ كوز الإرهاب بجرّة الحاقدين أن تكون هي الساحة والضحية والتي تدفع الثمن.

الفيحاء اليوم تبكي الشهداء الأربعة كالأم المفجوعة بوحيدها، ولبنان يبكيهم باقة من غرّة ابطاله وفخر أبنائه.

الى كل امهات الشهداء ، عليكن ان تتصبرن وتصلّين ليس فقط لأرواح أبنائكن بل ليبعد الله كأس الغدر والحقد والإرهاب عن شفاه الوطن الصغير، وكي يلهم حكامه ليس الصبر والسلوان وحسب بل التعقّل والهدوء وربط لجام المناكفات الفالت على غاربه شتماً وقدحاً ووقاحة.

عليكن ان تصلين لوطن مصلوب على خشبة مراهقين سياسيين يتنازعون ما تبقّى من ثيابه الرثّة.

عليكن ان تسألن هل يستحق هذا الشهيد ان يحسموا من عائدات أرملته وأولاده اليتامى.

الف تحية وباقة ورد ونحن نزفّ حسن فرحات وإبراهيم صالح وجوني خليل ويوسف فرج.

أعرف أن الرثاء والبكاء وذرف الدموع لا يعوّض الثكالى واليتامى بشيء ، لكنه قدر لبنان المنذور على الشهادة والمرارة والمعاناة.

رحم الله شهداءنا الأبطال الأربعة وشفى رفاقهم الجرحى وحمى رفاقهم الميامين الأحياء.