كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

بعدما نزل همّ القدس عن ظهور العرب ونقلت الولايات المتحدة سفارتها إليها، على جماعة العروبة أن يصارحوا الزعيم الفلسطيني ومعه «حماس» وكل التيارات التي لا تزال تناضل وكأنها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وعليهم أن يقولوا: «وفّروا عليكم الضحايا أيها الفلسطينيون، فنحن بعدما أهدينا المليارات إلى دونالد ترامب، سوف نرسل له بطاقات التهنئة بمناسبة نقل سفارته إلى القدس».

اعذرونا أيها الأشقاء، فسوف نقيم صلاة على أرواح محمد الدرة ورفاقه ونحو ستين شهيداً سقطوا أمس الزول الإثنين في غزة، وسوف نعتذر من ليلى خالد لما واجهته من مشقّة على طريق النضال من خطف طائرات وسواها، وسوف نتوجه برسالة إلى العاهل المغربي الذي نسي أنه الرئيس المزمن للجنة القدس الدولية وسنقول له: «هذه المرة، إنساها فعلاً، لأنها طارت»..

نحن الموقّعين أدناه أبناء الضاد من المحيط إلى الخليج، يؤسفنا أن نُعلم الأشقاء في فلسطين، أن أبناءنا يخوضون شتى الرياضات ويتبارون بمختلف الألعاب في إسرائيل، وأن بعض دولنا الخليجية تشتري الإلكترونيات من الدولة العبرية، وأن تونس والمغرب ومصر والأردن لا تستطيع الاستغناء عن استقبال السياح الإسرائيليين، وأن سياسة المقاطعة لم تجعلنا نتقدم خطوة واحدة إلي الأمام منذ سبعين عاماً، تاريخ النكبة، وها نحن جئنا بكتابنا هذا ليدرك القاصي والداني أننا فشِلنا في الحفاظ على القدس ولكننا انتصرنا بالشعارات.. وإذا نقل ترامب سفارته من تل أبيب إلى القدس فهذا أمرٌ يعنيه ولا دخل لنا فيه..

عذراً محمود عباس.