لميس طوبجي-سيدني

في ذلك الوقت من العام الماضي لم يعد في مقدوري أن أموت أكثر فلجأت إليكِ ..
ولا زلت أذكر شعوري بالغبطة الشديدة حين التقينا مجدداً .. لا زلت أعيد في ذاكرتي تفاصيل ذلك النهار الذي جئت فيه إليك عارية الأفراح والابتسامات واستقبلتني بقلب كبير كالسماء ..
أعود إلى ذلك النهار وإلى تلك الدموع التي رشفناها معاً ..
يومها جلست أبوح لك بكل حزني وغضبي، فسحبت من بين أصابعي سيجارة كنت على وشك إشعالها، وجلست تزرعين في صدري كلمات القوة وعبارات الإيمان وقصص البطولة ..
ألا يُقال إن الإنسان قد ينسى من ضحك معه ومُحال أن ينسى من شاركه البكاء .. فكيف أنسى من كان المنديل الورقي الذي جفَّف حزني وصنبورَ الماء الذي نظَّف شوائب روحي من الصدأ ..
ورغم كل الغياب لم تعاتبيني ولم تستقبليني بجفاء رغم تقصيري في حقك ولجوئي إلى غيرك في الحزن والفرح عشر سنوات، بل أعددت لي القهوة وأضأت لي الشموع والموسيقى وسهرت معي ودفعتني بقوة كي أقاتل حزني بنصل القلم ..
عدت إليك ولن أتنازل مُجَدَّداً عن صداقتي لك .. وسأتخلَّى عن جميع الأصدقاء إلَّا أنت .. لقد غادرني أصدقائي وغادرت إليك .. إلى ذاتي ..  بعد أن علمْتُ أنَّ أجمل صديق هو الذات التي نعثر عليها داخل أسوار الجسد..