واصلت القوات الحكومية السورية أمس الاول سياسة “قضم” أحياء شرق حلب غداة فشل فرنسا في تمرير مشروع قانون في مجلس الأمن أسقطته روسيا بممارسة حق النقض (فيتو). وشكّلت نتيجة هذه “المواجهة الديبلوماسية” بين الغرب وروسيا مقدمة لبدء تحضيرات نقل المعركة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيام، حيث استطاعت الدول العربية والغربية سنوياً حشد عشرات الدول ضد روسيا وحكومة دمشق في سلسلة قرارات تناولت الأزمة السورية.
لكن في مؤشر إلى أن الروس مصممون على مواصلة سياستهم السورية كما هي ويأخذون على محمل الجد إمكان توجيه الولايات المتحدة ضربات قوية للقواعد الجوية السورية بهدف تدميرها، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “هذه لعبة خطيرة للغاية، إذ إن روسيا الموجودة في سورية بناء على دعوة من الحكومة الشرعية لهذا البلد ولديها قاعدتان هناك، نشرت أنظمة دفاع جوي هناك لحماية أصولها”.
وفي تطور يخلط الأوراق بين فصائل المعارضة السورية، أعلن فصيل “جند الأقصى” مبايعته “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً)، في موقف يعني عملياً أن “حركة أحرار الشام” وعشرات الفصائل المتحالفة معها لم يعد في إمكانها اتخاذ إجراءات عسكرية ضد “الأقصى” من دون المخاطرة بالدخول في مواجهة شاملة مع الفرع السابق لـ “القاعدة” في سورية. ودارت في الأيام الأربعة الماضية مواجهات دامية في “جند الأقصى” و “أحرار الشام” راح ضحيتها عشرات المسلحين، في محافظة إدلب تحديداً.