بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

خبر عادي بالنسبة للأستراليين: تجريد الكولونيل جايمس شبيلي قائدة المارينز في شمال استراليا من رخصة القيادة، لأنه كان يسير تحت تأثير الكحول ومثل يوم الاثنين امام محكمة داروين»؟.

وخبر عادي ايضاً ان يتم توقيف اسطورة الراغبي ليغ النجم غريغ انغليس في منطقة البلوماونتنز وهو تحت تأثير الكحول فور تعيينه قائداً لمنتخب الكانغورو الاسترالي واقتياده الى مركز شرطة ليثغو.

وخبر عادي ان يتم توقيف ابن رئيس وزراء او ابن رئيس حكومة لمخالفة السرعة وتحرير محضر ضبط بحقه كما حصل سابقاً مع ولدي جون هاورد وستيف براكس. هذا هو العادي في الغرب واستراليا ضمناً.

اما عندنا في الشرق، فخبر عادي ان يترجّل سائق النائب و«ينكع» رجل الأمن ويزيحه ويمرّ.. وخبر عادي ان يتوجه سائق النائب لإيقاف ورشة بناء او لإقفال مطعم.. وخبر عادي ان يطرد سائق مدير عام جابي الكهرباء او الماء عن الباب «اخرج ولَن»

القصة لم تتوقف هنا، فالعادي العادي اليوم هو سائق السائق ومرافق السائق، نعم يا جماعة لأن السائق بات من «جماعة فوق» واذا كان لديك من كلام فعليك التوجّه الى سائقه.

سياسة سائق السائق دارجة في لبنان، فهو قادر على تخليص معاملتك، وعلى مضايقة موظفي الدوائر وعلى خفض تسعيرة المطعم وايجاد مكان لك ولمن معك اذا لم تكن قد حجزت سابقاً..

وسائق السائق لا يرضى إلا بكلبين يسيران خلف زوجته ومرافقين…

لا تعتقدوا انني ابالغ.. لا تتحدثوا بعد اليوم عن «شوفور» النائب او الوزير بل عن «الشوفور الشوفور».