بقلم غادة السمان – سدني

خمسة آلاف مقال و18 مؤلفاً، حارس الرابطة القلمية اليقظ ،مع نزاهة نقل الخبر ..دروع وأوسمة من حكام وسفراء وجامعات مُنحت له..لُقّب برجل العام سنة 2019 للصحافة الأثنية من ولاية
NSW
، تمّ إدراج اسمه في انطولوجيا  الشعر الأسترالي
شخصية فكرية رائدة من بلدة الجية من لبنان رئيس تحرير جريدة التلغراف الأولى والأكثر مبيعا وانتشارالأكثر من ثلاثين عام
الأستاذ الشاعر أنطوان قزي   ورؤيتي النقدية في كتابه الجديد
“رذاذ صيفي “

يدوّن الشاعر والصحفي أنطوان القزي حياته عبر تفكيكها وما يحيط بها من حيوات مختلفة،  تكون  ذاته فيها ؛ هي العين الأخيرة التي ترى بعد أن يذهب الجميع ويظل ضياء السراج  الساهر يتكسّر في المكان  الخالي ليعكس ظله الوحيد الذي يلتقط ما تساقط من  الحكايات يقول في دمعة حمراء:
بيني وبين الجرح
عشق مريب
وبيني وبين الندى
صيف عاقر
لن أبقى فارساً بلا مرمح
ولونا بلا فصول

كتب بعضا من  حياته الشخصيّة
أولاده الثلاث وزوجته:
قطرات ثلاث
أنعشت جفاف أيامي
أهدتني أكسير الحياة

رحلته التي يشير لها عبر اغترابه الناتج من قلق وجوده والذي يحاول أن يرمّزه عبر قصائد تشتغل على المواجهة مع مسميات تاريخية يجدها بلا معنى.  أوطان للإقامة تضيق عليه ولا تتّسع،
أساطير لا تنتمي للواقع الراهن، بكاءٌ على الاطلال،
كلُّ شيء قلق وغير مستقر، حالة عظيمة من التشظي، لا معطى يجعله في ثبات راكز ليشعل شمعة فرحه الأبدي  الذي يراه ينطفئ ولا يكتمل،
خسارة في العشق، ألم في الفراق، تعب من الحال، غصة عميقة في الروح
يقول:
كأنني شراع مفتون
يعشق القطبين
بين أسفاري وبيني
سندباد
بلا وطن
وبكاء بلا تاريخ
قصائده مكتوبة بلغة بسيطة لا امعان في البيان  والبلاغة والغرابة،
ليس هناك فنتازيا و تعكّز على المجاز غير المقبول، لا تكرار ،
انطوان القزي شاعر  يستخدم حضور المعشوقة اجابة لكلِّ الأسئلة الصعبة، نهاية لكلِّ طريق  يجد نفسه فيها مسافرًا بعد مرور عشرات السنين من الغربة التي جعلته يكبر بمظهره لكن ليس بقلبه الذي ما زال ينبض مثل فتى يطارد أحلامه العصيّة:
لن نسمح للسامري أن يمرّ
اقفلي بواباتك السمحاء
حاصرينا
اشتقنا يا بيروت إلى العناق
مع  هذا الرذاذ المنعش  وباقة زهر الأقحوان التي ترمز إلى الحب غير المشروط، والشرف، والإحترام إضافة إلى ان هذه الزهرة هي كلمة اغريقية معناها “زهرة الذهب”  عانقت كلمات الكتاب أرض الوطن كما تعانق اوراق الكروم عناقيد العنب بزهو ، قصائد كتبت بلغة العقل والمنطق برؤية مجردة ولغة واضحة .
شكرا على إهدائي حقل الأقحوان من بيدر الفكر والمعرفة .