بقلم  /  هاني الترك O A M

يدعي البعض ان هدف حكومة تيرنبل من إلغاء تأشيرة العمال المهرة 457  وشروط مشددة للحصول على الجنسية الاسترالية هو استرجاع شعبية الحكومة التي تقلصت في استطلاعات الرأي. ولكن بصرف النظر عن هذا الهدف فإن ثمار التعديلات ايجابية هي التأكيد على خضوع المهاجرين للقيم الاسترالية المعروفة.. ومنها حكم القانون والزمالة.. الديمقراطية.. الحرية.. الاحترام المتبادل.. العدالة.. المساواة.. وتعتز استراليا بهذه القيم التي تنفرد بها وتشارك في بعضها دول اخرى. فإن استراليا هي اول دولة في العالم التي منحت المرأة حق التصويت والترشح في البرلمان الفيدرالي عام 1902.
لقد استوعبت استراليا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 7،5 مليون مهاجر ومن بينهم 800،000 لاجئ.. وطبقوا طرق الحياة الاسترالية.. فإن الطريق الصحيح لنجاح المهاجرين هو الاندماج في المجتمع الاسترالي.
فبعد الحرب العالمية الثانية كان معظم سكان استراليا من البريطانيين.. وكان وزير الهجرة في ذلك الزمن آرتير كولديل قد عرض على مجلس الوزراء عام 1946 اقتراحاً باصدار الجنسية الاسترالية على غرار كندا التي اصدرت قانون الجنسية عام 1945.
فحتى الوفد الاسترالي الذي ذهب الى بريطانيا عام 1898 لعرض على البرلمان البريطاني تأليف الاتحاد الفيدرالي الاسترالي واصدار الدستور الفيدرالي عام 1901 لم ير الوفد ضرورة اصدار الجنسية الاسترالية.. ولما كانت استراليا تابعة لبريطانيا فقد اصدر البرلمان البريطاني عام 1947 تشريع الجنسية الاسترالية وبالتالي عام 1948 اصدر البرلمان الفيدرالي تشريع الجنسية الاسترالية ليبدأ العمل ببدء الاحتفال بـ يوم استراليا عام 1949 والقاضي بمنح الذين يعيشون في استراليا الجنسية بعد خمس سنوات.. وجرى اول احتفال لمنح الجنسية الاسترالية في كانبيرا بتاريخ 3 شباط فبراير عام 1949 حيث منحت الجنسية الاسترالية الفخرية للمحامي العام ومؤلف الدستور الفيدرالي روبيرت غاران الذي لم يحضر الاحتفال .. واصبح بذلك رئيس الوزراء العمالي الاسبق بن شيفلي اول استرالي يمنح الجنسية الاسترالية قانونياً اذ قدمها له وزير الهجرة آنذاك آرتر كولويل عام 1949.