بقلم  /  هاني الترك O A M

تحتفل استراليا يوم الثلاثاء المقبل بذكرى 102 على الانزاك.. ففي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الاولى التي ساهمت فيها استراليا مع دولة الحلفاء كونها تابعة للتاج البريطاني فارسلت قواتها عام 1915 الى شاطئ غاليبولي في تركيا التي كانت مع دول المحور وفي مقدمتها المانيا وايطاليا وضد دول الحلفاء وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا.
فكانت خطة استراليا بتاريخ 25 ابريل نيسان عام 1915 هي انزال قوات الحلفاء على الجبهة الغربية من شبه جزيرة غاليببولي والوصول الى الدردنيل مما يمهد الطريق للاسطول الفرنسي والبريطاني للابحار نحو الشمال والاستيلاء على اسطنبول وعبور البحر الابيض من اجل امداد روسيا بالاسلحة والعتاد.
ولكن الخطة فشلت.. فحينما نزلت القوات الاسترالية والنيوزلندية من السفن على شاطئ غاليبولي انهالت عليها نيران الاتراك من اعلى الهضبة وحصدت عدداً كبيراً منهم قبل ان تنزل على الشاطئ حتى اصبحت لون مياه البحر بالاحمر من الدماء التي سفكت.. وبعد ان تمركزت القوات الاسترالية في الخنادق دارت معارك ضارية بين القوات التركية والقوات الاسترالية استمرت ثمانية اشهر قتل في غاليبولي 8500 جندي استرالي وجرح 19 الفاً.. وانسحبت مهزومة.
ولكن القوات الاسترالية انتقمت من تركيا في معركة بئر السبع في فلسطين التي جرت عام 1917 وتقدمت بعد ذلك الى سوريا ولبنان.. وحررتها من الحكم التركي الذي جثم على ارض الدول العربية حوالي 500 عام.
وتحتفل استراليا بالانزاك بالحروب التي خاضتها عبر تاريخها مثل الحرب العالمية  الثانية وفي طبرق في ليبيا وفي العلمين في الصحراء بين مصر وليبيا وفي حرب فيتنام وافغانستان وفلسطين وغيرها من الحروب.
فإن الاحتفال بالانزاك هو الاحتفال بقيم الزمالة والتعاضد والتضحية التي بدأت في غاليبولي عام 1915.. وليس هو الاحتفال بالحروب والصراع.. ان يوم الانزاك هو تكريم الجنود الذين قدموا حياتهم ضحايا وشيدوا القيم الاسترالية التي تقف عليها استراليا.. وهي مبعث فخر للشعب الاسترالي حيث يذكر التاريخ المشقات التي واجهها الجنود ويجب تقديم التحية والتقدير لهم.. ويجب تعليم الانزاك للجيل الثاني الناشئ في استراليا لأنه جزء حيوي من تكوين الأمة الاسترالية.