بقلم هاني الترك OAM

يوم الثلاثاء الماضي كان مناسبة مرور سبعين عاماً بالضبط على اختفاء الطائرة «افرو تودور» في مثلث برمودا الرهيب التي كان ملاحها الجوي الاسترالي العالمي الشهير المارشال آرتر كونينغهام.

فما هو مصير الطائرة وما هو لغز برمودا وموقفه في التاريخ؟

لنرجع عقارب الساعة سبعين عاماً الى الوراء ونتتبع قصة كونينغهام:

آرتر  كونينغهام وُلد في برزبن بتاريخ 19 كانون الثاني يناير عام 1895 .. وهو ابن لاعب الكريكيت الاسترالي الشهير كونينغهام الكبير.. خسر منصبه الرياضي وافلس في مصلحته التجارية.. فتحول الى الاحتيال .. زيّف كونينغهام عملية نصب كبيرة فاكتشف امره وادت الفضيحة الى رحيله الى نيوزلندا.

تلقى آرتر كونينغهام الطفل تعليمه واكمل في نيوزلندا  دراسته .. والتحق في بداية الحرب العالمية الاولى بفرقة الجيش النيوزلندي وخدم في بلاد مثل سامو ومصر وغاليبولي.

ابحر بعد ذلك الى انكلترا والتحق بفيلق الطيران الملكي الحربي البريطاني.. واطلق عليه لقب «ميري»  نسبة الى سكان نيوزلندا الاصليين Maori .. وهناك قصة اخرى تقول ان لقب «ميري» يعود الى انه كان مولعاً بممرضة اسمها «ميري».

علا نجم كونينغهام وتعمقت مهارته وقيادته في الملاحة الجوية .. وتنقل بين بلاد الشرق الاوسط وشمال افريقيا مما أهّله ان يصبح كوماندور للملاحة الحربية في الجبهة الغربية الصحراوية في  الحرب العالمية الثانية.

لعب كونينغهام دوراً رئيسياً في حملات الحلفاء الحربية مثل معركة العلمين حيث قدّم غطاءً جوياً لقائد قوات الحلفاء البرية فيها مونتغمري.. وعيّن بعد ذلك قائداً للقوات الجوية للحلفاء التي قصفت قوات المحور عندما احتلت المانيا فرنسا.

كان كونينغهام يعتقد ان القصف الجوي هو المفتاح نحو النصر في المعارك الحربية مما اوجد خلافاً مع مونتغمري الذي كان يعتقد ان القصف الجوي هو مجرّد دعم للقوات البرية في تحقيق النصر.

كان وزير الحربية في الولايات المتحدة في ذلك الزمن دويت ايزنهاور الذي اصبح بعد الحرب رئيساً للولايات المتحدة قد دعم كونينغهام وابقاه قائداً في الملاحة الجوية.

بتاريخ 30 يناير كانون الثاني عام 1948 أُوكل لـ كونينغهام طائرة  Avro Tudor IV . وكان فيها ركاب متوجهة من ليزبون الى جزيرة برمودا التي تقع في شمال غرب المحيط الاطلنطي.

ولكن الطائرة اختفت في مثلث برمودا في المحيط الاطلنطي ولم يعثر على حطامها او على جثث القتلى او يعرف اي اثر لها او مصيرها حتى هذه اللحظة.

ويعتقد ان مثلث برمودا هو الذي ابتلعها فقد اختفى فيه 50 سفينة و20 طائرة بطرق اسطورية لا يعرف مصيرها حتى الآن. مع انه اكتشف بعض السفن ولكن كل الذين كانوا على متنها اختفوا تماماً لسبب غير معروف.. حتى ان طائرات الاستكشاف التي كانت تحلّق فوق المثلث اختفت تماماً.. وبدون سبب معروف ايضاً.. هناك تكهنات عديدة تعلّل الاختفاء من بينها الاطباق الطائرة قد خطفتها او وجود قوة خفية غير معروفة في المثلث.. ومع ان الفحوصات العلمية التي جرت على المثلِّث تقول انه لا يوجد قوى اسطورية خفية وراء اختفاء السفن والطائرات .. الا ان لغز مثلث برمودا لا يزال مغلقاً على الفهم العلمي .. وحالياً السفن  والطائرات تغامر بالمرور عبره والتحليق في سمائه.