ظهور مسلحين من «داعش» في تكريت بعد عامين على تحريرها، وبعد عودة الكثير من سكانها، شكل رسالة ومؤشراً إلى طبيعة نشاط التنظيم، بعد هزيمته في الموصل، وفي المناطق الأخرى التي سيطر عليها منتصف عام 2014.
وكان مسلحو التنظيم هاجموا مساء الثلثاء نقطة تفتيش في تكريت، وخاضوا مواجهات مع قوات الأمن انتهت بقتلهم جميعاً. وأوضح مصدر أن «خمسة إرهابيين تسللوا إلى وسط المدينة وهاجموا دورية للشرطة وتحصنوا في إحدى المدارس في حي الزهور»، مؤكداً قتل 15 شخصاً بينهم رجال أمن وجرح 20 آخرين»، فيما عزز الجيش والشرطة الاتحادية قواتهما التي شنت حملة تفتيش، وأعلن محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري حظر التجول وتعطيل الدوام الرسمي.
ويعكس الهجوم سعي التنظيم الذي يخوض حرب عصابات في شوارع الجانب الغربي للموصل، إلى استنزاف الجيش في مناطق أخرى، موقظاً خلاياه النائمة التي خلفها وراءه، بعد هزيمته أو انسحابه من المحافظة ومعظم مدن الأنبار.
وأكدت مصادر استخبارية عراقية أن التنظيم نجح في إعادة خلاياه إلى المدن المستعادة، على رغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذت للحيلولة دون ذلك، شملت منع العائلات التي ينتمي إليها عناصر «داعش» من العودة إلى منازلها.
وإضافة إلى تمكن التنظيم، من الاحتفاظ بخلاياه النائمة لمرحلة ما بعد خروجه من المدن التي احتلها، فإن سكان تلك المناطق يؤكدون حرصه على عدم ظهور عناصره أمامهم من دون لثام، خلال فترة سيطرته، ما يشير إلى تخطيطه لإعادة موجة التفجيرات والهجمات المباغتة.