عندما بكينا الطفل الكردي إيلان بعدما لفظته الامواج على الشاطئ التركي، لم نكن نتصوّر اجهاض  مئتي جنين لفتيات سوريات في احدى شقق المعاملتين، فنحن منهمكون بتصريحي المفتي الشعار والنائب فرنجية في طرابلس، وفي زيارة خالد ضاهر الى معراب وزيارة سامي الجميل الى المطران درويش في زحله وبين هذه وتلك  مجزرة انسانية فاقت ما تعرّضت له السبايا الايزيديات على يد عناصر تنظيم «داعش».
فالداعشيون ليسوا فقط الذين يحملون السيوف والذين يغتصبون والذين يبيعون الفتيات في سوق السبايا.. هناك «داعشيون» يحملون السامسونايت والمباضع الطبية والهواتف الخليوية المتعدّدة، هناك «داعشيون يدخّنون السيجار ويركبون السيارات الفارهة. إذ ما معنى ان تقتل مئتي روح وان تجبر القاصرات على ممارسة الدعارة، وما معنى تغييب العين الساهرة عن الغرف المظلمة في فنادق المعاملتين، هذا اذا اقتصر الأمر على هذه المنطقة؟؟
والمؤسف ان بعض المجرمين، بل معظمهم هم من اللاجئين ايضاً، لكنهم لاجئون «خمس نجوم» لم يعد لديهم ما يتاجرون به في سوريا إلا الشرف الذي حوّلوه الى سلعة لا تليق بوطن يرشّح اثنين من ابنائه الى رئاسة الاونيسكو.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com