بقلم هاني الترك OAM
اطلعت على كتاب «الاسئلة الكبرى» The Big Questions وهو حوار بين العالم الفيلسوف الكبير بول ديفيز والكاتب الاسترالي الشهير فيليب آدامز.. وبول دايفيز عالم مؤمن بالخالق و ايمانه يستند على تبحره في العلوم الوضعية التجريبية والميتافيزيقيا.. غير ان آدامز مؤلف وكاتب وفنان وناقد ملحد يظهر على شاشات التلفزيون والمجلات والصحف.
يقول آدامز ان معظم العلماء يقرون بخلق الكون عن طريق الانفجار الكبير Big Bang .. وهو يشير الى المرحلة التي مرّ بها الكون وكان خلالها في حالة سخونة وكثافة ثم بدأ بالتوسع.. وكان العالم الفيزيائي الفلكي هابل عام 1940 بدأ باستعمال عبارة Big Bang لوصف خلق الكون.
ويتساءل آدامز عما كان قبل الانفجار الكبير… هل يمكن حدوث شيء من لا شيء.. واذا افترضنا ان الله قد خلق الكون اين كان الله قبل خلقه.. فإنه ساعة خلقه منذ 14 مليار عام وهو يزداد تمدداً وتوسعاً.. وسوف يستمر في التوسع والتمدد والظلمة والبرودة الى ما لا نهاية .. ويقول آدامز ايضاً.. ماذا يحدث حين يموت الانسان.. فلا ابدية كما تدعي الديانات ولا وجود الله وليس هناك جنة ونار وفكرة وجود الله هي باطلة.. هذا ما يقوله آدامز.
ان آدامز يحارب كلمة الله وينشر الالحاد.. فهو ليس عالماً متخصصاً في فرع من العلوم.. وهنا تكمن خطورة كتاباته التي تؤثر على الناس وتدعو الى الكفر والزندقة والالحاد..
غير ان دايفيز يقول انه لا بد من خالق ومنظم للكون وقوانينه وعملية الخلق لها هدف وبداية ونهاية والله بمثابة جهاز كومبيوتر هائل معقد يتمتع بوعي كامل أعظم بكثير من وعي البشر.. مع أن دايفيز يقرّ ان فهم خلق الكون والعقل البشري والوعي كلها ألغاز لا يستطيع ان يحلها العلم المعاصر.. وهي تدخل في نطاق الميتافيزيقيا العلمية.. والاهم من ذلك فهي تدخل في المنطقة الحرام التي يحتكرها الدين.. ولا تتمكن العلوم المعاصرة من تفسيرها لأنها خارقة للنظم والطبيعة .. مثل المعجزات والعجائب في الدين المسيحي وعددها لا يحصى في تاريخ المسيحية وحتى وقتنا الحالي وتثبت وجود الله وان الدين المسيحي هو دين الحق والحقيقة.