ظهرت أمس الاول مؤشرات جديدة إلى معركة وشيكة في محافظة حلب (شمال سورية)، وسط أنباء عن حشود لميليشيات عراقية تعمل بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني استعداداً للمشاركة في هجوم يُتوقع أن تشنّه القوات النظامية ضد فصائل المعارضة في ريف المحافظة. وتزامن ذلك مع إعلان تركيا عن بدء عودة النازحين السوريين إلى بلدة جرابلس الحدودية التي طردت فصائل من “الجيش الحر” تنظيم “داعش” منها في إطار ما يُعرف بعملية “درع الفرات” التي تهدف إلى إبعاد التنظيم المتشدد و “وحدات حماية الشعب” الكردية من الجانب السوري من الحدود مع تركيا في ريف حلب الشمالي.
ونقلت “رويترز” في تقرير من بغداد عن هاشم الموسوي المتحدث باسم “حركة النجباء” الشيعية العراقية إن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها هناك. وتقاتل الحركة إلى جانب القوات الحكومية السورية وجماعة “حزب الله” اللبنانية في جنوب وشرق حلب وشاركت في تقدم حدث في الفترة الأخيرة في منطقة الكليات العسكرية في جنوب غربي المدينة. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين بالجيش السوري للتعليق.
لكن الأنباء عن الحشود الجديدة تأتي بعد يوم من نشر “النجباء” على موقعها الإلكتروني صوراً لقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو يتفقد مواقع عناصرها في ريف حلب. ونقل الموقع عن سليماني إشادته بـ “التقدم الذي أحرزته فصائل المقاومة – حركة النجباء في ريف حلب الجنوبي والشرقي والسيطرة على أغلب المناطق هناك”، ولفت إلى أنه حضر اجتماعاً مع قادة في “النجباء” و “قدّم لهم الإرشادات اللازمة”، من دون توضيح ما هي هذه الإرشادات.
في غضون ذلك، قال مسؤول إقليمي تركي إن مجموعة من 292 سورياً عادت إلى بلدة جرابلس أمس في أول عودة رسمية لمدنيين من تركيا منذ بدأت أنقرة عملية توغل في شمال سورية. وجرابلس التي كانت تحت هيمنة “داعش” هي أول بلدة يسيطر عليها الجيش التركي ومقاتلون سوريون حلفاء له في هجوم بدأ في 24 آب (أغسطس). وتستضيف تركيا ثلاثة ملايين لاجئ سوري وقالت إنها تريد إقامة منطقة آمنة للمدنيين ليعودوا إلى سورية. وقال المتحدث باسم مكتب حاكم إقليم غازي عنتاب التركي المتاخم لبلدة جرابلس السورية لـ “رويترز”: “العودة الرسمية بدأت اليوم (أمس). لا نعتبر أي شيء قبل ذلك مروراً رسمياً. هذه هي أول مرة منذ بدأت العملية”، وأضاف أن المزيد من اللاجئين سيعودون تدريجياً.