بقلم  / هاني الترك O A M

في برنامج «صباح الخير استراليا» في «اس بي اس» من فقرة الحوار المباشر فتح الزميلان سيلفا مزهر وغسان نخول موضوع حرية الصحافة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وقلت:
الصحافة حرة وغير حرة في ذات الوقت في استراليا فإن حرية الصحافة مكفولة في الدستور والقوانين والقضاء.. حتى الانترنيت غير مقيّدة مثل باقي الدول العربية.. ولكن الصحافة غير حرّة لأنه يمتلكها اشخاص معدودون على اصابع اليد الواحدة  يوجهونها طبقاً لمصالحهم.
فمثلاً روبرت ميردوخ يمتلك عدة صحف منها «الدايلي تلغراف» و«الاستراليان» وبعض الصحف المحلية للبلديات.. وهي تؤيد وتدعم حزب الاحرار دائماً.. اي محافظة يمينية.. اما مؤسسة فيرفاكس فهي تمتلك «سيدني مورنينغ هيرالد» و«الإيج» و«الاستراليان فايننشال ريفيو» فهي معتدلة اكثر بكثير من صحف ميردوخ.
والمثال على التطرف اذاعة 2GB وهي الأكثر شيوعاً في استراليا وهي محافظة الى اقصى اليمين.. والمذيعان الشهيران فيها راي هادلي وآلن جونز يؤثران على توجيه الرأي الشعبي العام اكثر من تأثير رئيس الوزراء.
ومؤسسة الاعلام الوطنية ABC ومؤسسة الاعلام اس بي اس تعتبران الأكثر تحرراً من جميع اجهزة الاعلام الاسترالية المحافظة.. ومع ان الحكومة هي التي تمولها فإنها تنتقد وتهاجم الحكومة ومستقلة تماماً عنها.. على سبيل المثال فقد اطلقت المذيعة فيها ياسمين عبد المجيد تصريحات يوم الانزاك اعتبرت مناقضة لليوم الوطني الاسترالي الانزاك.. ومن ثم طالب بعض الوزراء ومن ضمنهم وزير الهجرة بيتر داتون بفصلها من منصبها ولكن ادارة الاذاعة لم تفصلها.
اما الصحافة العربية المحلية في استراليا فهي مقيدة بالتقاليد والانتماءات والولاءات وهي ذات الاعراف التي نقلناها معنا من الدول العربية التي تقيد حرية الصحافة.. وانا كصحافي عربي محلي لا يمكنني التصريح اكثر من ذلك نحو الصحافة العربية المحلية.
وفتح في الحوار المباشر موضوع فارق العمر في الزواج بمناسبة زواج الزعيم الفرنسي ايمانويل ماكرو بـ برجيت التي كانت معلمته وتكبره بـ 25 عاماً.. فقلت : سأتحدث عن نوع آخر من الحب.. هو الحب الافلاطوني الذي تحدث عنه افلاطون في المدينة الفاضلة.
ان الحب هبة من عند الله بين الرجل والمرأة.. واعظم حب هو الحب الافلاطوني الروحاني بدون هدف او غرض سوى الحب لذاته.. وغنى فريد الاطرش منذ زمن: الحب من غير امل هو اسمى معاني الغرام.
هذا الحب الافلاطوني لا يعرف فارق العمر او الديانة او الجنسية او اي فارق آخر.
ولكن المأساة ان هذا الحب الخالد لا يعرفه الا القليل من البشر.. لأن معظم بني البشر وخصوصاً الرجال يخلطون بين النزوة الجنسية والحب.. حتى ان الجزء الساحق من البشر يقولون: لا حب بدون جنس ولا جنس بدون حب.
وهناك حالات في التاريخ البشري تقول بالحب الافلاطوني الروحي.. فأهم ملحمة شعرية في التاريخ وهي الكوميديا الالهية لـ دانتي في القرن الثالث عشر وهي التي عرض فيها جميع افكاره في العالمين الزمني والابدي وقد اخذها عن الفيلسوف العربي ابو العلاء المعري.. اصطحب فيها  مرشداً الشاعر الاغريقي هوميروس الذي الّف الملحمة الشعرية للالياذة.. واصطحب فيها الى المطهر الشاعر الروماني فرجيلوس وهو الذي كتب ملحمة «الانياذة» والتي تواصل «الالياذة» وتحكي سقوط طروادة.. واصطحب الى الجنة ملهمته زوجة صديقه التي كان يحبها حباً افلاطونياً.
ان حب المرأة الخالد هو لروحها وثقافتها وشخصيتها وذكائها واخلاقها هي اهم القيم الجمالية واهم من شكلها فلا بد ان ماكرو قد رأى في برجيت القيم الجمالية التي اوقعته في شباكها بالحب الافلاطوني رغم انها تكبره بخمسة وعشرين عاماً اذ ان ابنها يكبر ماكرو بعامين.. اذاً لا بد انه الحب الافلاطوني المثالي النادر.. الذي يرتقي الى درجة الجنون.