كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

تظاهر سودانيون يوم السبت في ملبورن ضد رئيس الوزراء الأسبق طوني أبوت لاتهامه إياهم بعدم الاندماج في المجتمع وإثارة المشاكل والقيام بعدد قياسي من السرقات.. وعلى امتداد الأسابيع والأشهر الماضية لم يتوقف السجال مع الاستراليين من سكان ملبورن الذين يزعمون أنهم يخافون الخروج ليلاً إلى المطاعم خوفاً من “العصابات السودانية”، حتى أنهم هدّدوا حكومة فيكتوريا بحمل السلاح في حال فضلت حمايتهم، وجاء مقتل الفتاة الجنوب سودانية “لاكول” الأسبوع الماضي ليصب الزيت على نار الأحداث.

وفي هذا الإطار أيضاً دخل على الخط رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل والوزيران داتون وتادچ وعلى ذات الموجة مع أبوت مستندين إلى إحصاء يقول ان نسبة السرقات التي يقوم بها سودانيون تفوق 57 مرة نسبة ما يحصل من سرقات في ملبورن وأن سودانيين يقومون بنسبة 1 بالمئة من السرقات في المدينة؟!.

يبدو أن السجال لن ينتهي في ظل تظاهرات وتظاهرات متقابلة يعمل على تسعيرها خطاب سياسي يضع الناس كلهم في سلة واحدة، إذ لا يجوز لطوني أبوت أن يعمّم كما كان الإعلام الاسترالي ولا يزال يعمّم بالنسبة للجالية اللبنانية حتى باتت هذه الجالية ضحية بضعة أشخاص.

فليس كلُ الأفارقة مخالفين ومرتكبين وجناة، وبإمكان الحكومة الفيكتورية لو أرادت أن تضع حداً لذلك.

كلامنا هذا لا يبرر مطلقاً ما يقوم به أفرادٌ سودانيون، أقول أفراد، في فيكتوريا مما أوقع أبناء جلدتهم جميعاً ضحية أعمالهم وضحية الإعلام الاسترالي.

فالحرب الفيكتورية طالت وما يحصل في ملبورن فعلا مخيف، وعلى فاعليات الجالية السودانية وبكل محبة أن يعملوا على تهدئة الأمور حتى لا يتسع الفخ الإعلامي المنصوب لهم.