تحت عنوان خطورة الارهاب على اللبنانيين في استراليا والدول الغربية والاوروبية القى الناشط في الجالية اللبنانية في استراليا الدكتور جمال ريفي محاضرة   في مكتب وزير العدل اللواء أشرف ريفي – طرابلس، بحضور حشد كبير من الشباب والمهتمين. بعد تقديم من مدير مكتب الوزير ريفي ، رشاد ريفي الذي أشاد بدور الجالية اللبنانية في استراليا وما تقوم به ، منوها بدورها في مواجهة خطر الارهاب الذي يهدد كل الجاليات العربية وعرض السيرة الذاتية للدكتور جمال ريفي في لبنان ودول الاغتراب، كاشفا ان الدكتور ريفي نال تسمية الاب المثالي لعام 2015، اضافة الى نيله “مدالية استحقاق مفوضية حقوق الانسان الاسترالي” ،ولفت الى ان الدكتور ريفي خبير في المواضيع الارهابية وتأثيرها على الجالية العربية عامة واللبنانية خاصة في الدول الغربية. .
بعد ذلك استهل الدكتور ريفي المحاضرة، متحدثا عن نظرة الاسلام الى الارهاب بمعناه الحالي، وقال : هناك مخطط لاستهداف لهذا الدين الحنيف ليبدو وكأنه يدعو الى الارهاب و العنف و القتل و الذبح و العدوان على الاخرين ولا يعطي اهمية للقضايا الانسانية و الاخلاقية في العلاقة مع الاخرين، وهذا محض افتراء ويدخل في سياق تشويه صورة الاسلام لاضعاف علاقة المسلمين بدينهم و ايضا تشويه صورة الاسلام لدى المجتمعات غير الاسلامية، لذا من واجب المسلمين والمؤمنين التصدي له،  وبتعبير ادق هناك اسباب تدفع الى التصدي للارهاب والتصدي ايضا لوسائل الاعلام الغربية و الاميركية و غيرها التي تشيع ان الاسلام دين يدعو الى الارهاب، فيتم مواجهتها اعلاميا من خلال الندوات و المؤتمرات وغيرها … بالتاكيد ان الاسلام دين يدعو الى حمل القيم الاخلاقية و الدعوة الى السلام و التواصل و التسامح و التعاون بين الشعوب على الخير .
تابع : ثمة امر اخر يجب التصدي له وهو مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين في هذا العصر عبر مشروع ادخال الارهاب الى بلادنا و ديارنا وبأساليب متعددة والتصدي لهذه المؤامرة من اولى الواجبات على المسلمين. والاسلام يرفض الارهاب بمعنى العدوان و الدليل على ذلك هو انه دعا الى تحقيق العدالة بين الناس و رفض الظلم حتى مع غير المسلمين، وفرض القتال من موقع الدفاع عن الدين و القيم الانسانية و الاخلاقية ، كما ان الاسلام رفض قتال الآخرين من اجل اكراههم على الدخول في الاسلام.
من هنا اؤكد ان لا فرق بين الإرهابي الذي يحمل سلاحا ويهاجم مواطنين عزل بكل وحشية وبين صاحب ربطة العنق الباحث في مركز دراسات الذي ينظر للصدام الحضاري ويعتمده أداة للتحليل والقتل، وكلاهما يريد أن يقسم الإنسانية على أساس انتماءات ضيقة ويريد أن يجعل التصنيف على أساس المعتقد سبيلا لتصنيف البشر حسب قانون من ليس معي فهو ضدي، وهذا التقسيم لا يولد إلا العنف ولا يؤجج إلا الإرهاب. فتقسيم البشر على أسس دينية و مناطقية يولد الاحتقان والشعور بالذل والنزعات المتطرفة.
من هنا إذا كان الإرهاب مشكلة كونية يعاني منها الجميع، فإن التصدي لها يتطلب أن تتحمل الإنسانية جمعاء المسؤولية و النقد الذاتي دون السعي لتحميل طرف وحيد مسؤولية ما يجري من احداث متطرفة يرفضها مختلف شعوب العالم، فالإرهاب يحارب القيم الإنسانية الكونية، لذا ينبغي أن نكون جميعا حريصون على هذه القيم، والحفاظ عليها يتطلب مقاومة كونية.
أضاف : طوال وجودي في استراليا كنت فاعلا وناشطا، لأن الدول الأجنبية تأخذ صورة سلبية عن الدول العربية، وعلى كلّ مغترب أن يُحسّن هذه الصورة ويمثّل وطنه أحسن تمثيل، وعندما يتعاملون معنا ويحتكون بنا، يعرفون أننا لسنا كما يمثلنا الغرب في إعلامه، وإنما نختلف تماما عن هذا التشويه .
في سنة 2004 ، حصلت حملة اعتقالات لـ 20 رجلا كانوا يخططون للقيام بأعمالٍ إرهابية داخل استراليا، وبين هؤلاء العشرين، كان هناك ثمانية أشخاص من خلفية غير لبنانية، و12 رجلا كانوا لبنانيين وتحديدا كانوا من طرابلس، وكان علينا حينها أن نتعامل مع هذه البيئة بشكل إيجابي حتّى لا يذهبون إلى التطرف ويزداد عددهم.
الأعمال الإرهابية نعيشها منذ زمن، وسببها جذب الشباب للالتحاق بصفوف المتطرفين بأساليب مغرية، ولقد كان مؤخرا لانتشار داعش وأقرانها تأثير بالغ السلبية على المسلمين المغتربين وبالأخص في استراليا .
لقد دافعتُ عن أبناء جاليتي مليّا، حتّى اتهمني المنتمون إلى داعش أنني أتضامن مع (الكفار) والاستراليين وليس مع المسلمين، في الوقت الذي أمثل فيه ديني وقيمنا أحسن تمثيل وأتعامل بالأخلاق الحميدة التي أوصانا بها الدين الإسلامي “وما جزاء الإحسان إلا الإحسان”.
ونحن كجاليات إسلامية مغتربة علينا أن نكون عنصر أمان وليس عنصر خطر على البلاد التي نعيش فيها.
وكل ما يقوم به الإرهابيون لا يمثل الإسلام، وهم لا ينتمون لهذا الدين الحنيف، إنما هم بربريين لا دين لهم.
وإذا ما استمر اتهام الجاليات العربية واللبنانية بالإرهاب، سيتحول أولادنا إلى عرضة لغسل الدماغ والالتحاق بصفوف الإرهاب.
وقد زادت الأزمة السورية من تكاثر الإرهابيين، حتى ضمن شباب لا يتكلمون اللغة العربية ولا يعرفون شيئا عن سوريا، ولكن تم إغراءهم بشعارات برّاقة، ما أثر علينا سلبا بشكل كبير.
وقال : في الغرب ظاهرة خطيرة، وهي الربط بين الإسلام وداعش، حتّى باتت كلمة داعش بديلا عن الإسلام، وهناك  كثيرون وللأسف الشديد يروجون  لهذه الهجمة الظالمة،  لأنّه يراد من وراء ذلك  تشويه صورتنا وعدم التمييز بيننا وبين داعش. فهذه الأقليّة بالنسبة إلى عدد المسلمين الإجمالي في العالم يتم صبغنا بصفاتها المتطرفة والإرهابية وكأننا واحد لا يتجزأ.
وقد تبع ذلك تأثيرات على الأصعدة كافة، فالهجرة إلى استراليا مثلا لم تعد كما السابق، وزواج المسلمين في الخارج بات عرضة لإجراءات ضخمة لمعرفة خلفية العروسين وانتماءاتهم…
فالأهمية في استراليا كما الدول الغربية باتت الأمن والأمن فقط. لذا أصدرت استراليا قانونا، أن كل شخص يملك الفيزا الاسترالية ولا يحمل الجنسية إذا قام بعمل مخالف للقانون وحُكم لمدة 12 شهرا وما فوق، أو عنده تهمة بالاعتداء الجنسي، يتم ترحيله وإبعاده عن الأراضي الاسترالية مباشرة. والسنة الماضية تمّ إبعاد 73 شخص. وحتّى الذين يحملون الجنسية الاسترالية إضافة إلى جنسيته الأصلية، وقام بعمل جريمة، يتم تجريده من الجنسية الاسترالية بعد انتهاء مدة حكمة وترحيله إلى بلاده.
أضاف : أعطت قضية الطفل إيلان مؤخرا، ردود فعل إيجابية جدا من الناحية الإنسانية وناحية التعاطف مع الشعب السوري الذي يعاني منذ 5 سنوات تقريبا، وهذا ما أدى إلى فتح الأبواب الغربية والاسترالية لاستقبال اللاجئين بسب حجم المأساة التي يعيشون تحت وطأتها، ولكن كان من الأجدى أن يتم العمل على  إيقاف الحرب السورية وإيقاف النظام الهمجي الذي يبيد شعبه، فالنظام السوري هو نظام ميّت سريريا، ومن يحاول إبقاءه على قيد الحياة، هم الأخصائيين الروس والممرضات الإيرانية الموجودين هناك، أمام حقوق المواطن فلا قيمة لها !
والإعلام حاليا يذكر الكثير من المغالطات، ليس فقط الإعلام العربي وإنما الإعلام الغربي أيضا، من أجل إعطاء الصبغة الإرهابية لكل المجتمعات الإسلامية، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي لا نستطيع ردع أولادنا عنها، وما تلعبه من دور سيء. وهذا الفكر المتطرف يهدد كل الناس وعلينا محاربته دينا وعقائديا واجتماعيا. لأنّه يتم استغلال حتّى الفقر والبطالة لإلحاق الشباب في قافلة التطرف.