محمد نمر

بعد «عرض العضلات والحرب النفسية» إعلامياً، بدأت معركة القلمون بين «حزب الله» وقوات النظام السوري وميليشياته من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى في الجرود الملاصقة للحدود اللبنانية.
في الساعات الأولى سارعت قوات المعارضة إلى الاعلان عبر قنواتها الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرتها على إحدى نقاط «حزب الله» في منطقة الجبة وعسال الورد.
ويعتبر تجمع «واعتصموا بحبلِ الله» الجهة السورية الوحيدة التي كشفت بدء المعركة وسمّتها «الفتح المبين»، في ظل صمت باقي الفصائل الاخرى، خصوصاً «جبهة النصرة»، إلا أن المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث عن معارك دارت من ساعات الصباح بين «النصرة» و»حزب الله»، ورافقها «سقوط صواريخ على مناطق الاشتباك، وسط استهداف جبهة النصرة لمواقع حزب الله في ضربة استباقية». ولفت المرصد الى «معلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وتؤكد مصادر سورية معارضة أن «التجمع وجبهة النصرة وفصائل من الجيش السوري الحر نفذوا هجوماً استباقياً ومباغتاً على نقاط حزب الله عند أطراف الجبة وعسال الورد، وتمت السيطرة على أربع نقاط وقتل عدد من عناصر «حزب الله» وتم اغتنام آلية». ورأت المصادر في هذه الخطوة «بداية لتشكيل ما يسمى بـ»جيش الفتح» في القلمون المشابه للمكون الذي حرر مدينة ادلب». وتشدد على أن «النصرة تستعد للتدخل من مواقع أخرى»، واضافت: «كان حزب الله ينتظر الهجوم من جهة النصرة فقط وفوجئ أنه جاء من مكان آخر».
«واعتصموا بحبل الله»
ويضم تجمع «واعتصموا بحبل الله» فصائل عدة هي: «لواء الغرباء، كتائب السيف العمري، لواء نسور دمشق، رجال من القلمون»، وأشار في بيانه إلى أن «الهدف من التجمع توحيد جهود الفصائل لمقاومة وتحرير الأراضي المحتلة في بلاد الشام من النظام الأسدي ومن يواليه من الميليشيات الشيعية وغيرها». واتفقت مصادر المعارضة السورية على أن الفصائل «ﺍﺳﺘﻬدفت ﻧقطﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟله ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﺔ ومحيطها ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻤﻮﻥ ﻭﺳﻘﻮﻁ 3 ﻗﺘﻠﻰ ﻭعدد من الجرحى»، فيما أشارت مصادر أخرى الى أن المعارضة سيطرت على النقطة.
وأكد «المركز الاعلامي في القلمون» حصول الهجوم المعارض على نقاط «حزب الله» عند أطراف قرى القلمون الغربي، ونفى حصول أي انسحاب للمقاتلين من مواقعهم، خلافا لما أعلنته وكالة «إرنا» الايرانية، قبل يومين.
وأوضحت مصادر سورية تتابع مسار المعركة من الداخل أن «القلمون ينقسم ثلاث مناطق جغرافية هي: القلمون الشرقي، القلمون الغربي، الجرود»، مشيرة إلى أن «غالبية المعارك المباشرة مع «حزب الله» تقع في الجرود». وتفصل ايضا جرود بين القلمونين الشرقي والغربي، كما تشير إلى أن «هناك طرقا عدة للوصول إلى القلمون الشرقي ومنها عبر طريق الهامة وطريق جبل قاسيون». وأبرز الفصائل المقاتلة في القلمون هي: «جبهة النصرة واحرار الشام وجيش اﻹسلام وكتائب تابعة إلى المجلس العسكري (جيش سوري حر) وكتائب دير الزور (أسود الشرقية)»، وتقول المصادر إن «جبهة النصرة أهم فصيل في الجرود، وإلى جانبه عناصر حركة «أحرار الشام» وفصائل أخرى تتبع إلى المجالس العسكرية، أما تنظيم «الدولة الاسلامية» فوجوده ضعيف في الجرود ولا تربطه أي علاقة أو تنسيق مع باقي الفصائل بل تحصل اشتباكات بين كتائبه والجيش الحر في القلمون الشرقي».
«جبهة النصرة»
وحاولت «جبهة النصرة» في المرحلة الاخيرة التأثير في معنويات عناصر «حزب الله»، من خلال نشر صور وكليبات فيديو لتدريبات تجريها في معسكراتها، وكشفت مصادر قريبة منها أن «للنصرة أربعة معسكرات وكل معسكر يستوعب نحو ٢٠٠ جندي، وكل دورة تدريبية تمتد نحو شهر»، و»تم تخريج خمس دورات من كل معسكر».
أما الناشط السوري أبو الهدى الحمصي فنقل لـ»النهار» عن مصادر سورية أن «اي تقدم للجيش اللبناني وحزب الله سيعني البدء باعدام العسكريين اللبنانيين تدريجيا»، وأضاف نقلا عن مصادر: «وجودنا في القلمون هو بسبب اللاجئين، إن تركناهم للحزب والنظام فسوف يعتقل ويغتصب منهم ويذلهم، فكيف ننسحب ونتركهم؟ ولو أردنا الانسحاب لأكملنا انسحابنا من القلمون في اتجاه الشمال وكان الطريق سالكا(…) اصبحنا أقوى اليوم وحالنا أفضل بعشرات المرات، ونعتبر الانسحاب خيانة لدماء الشهداء».
حركة تحرير فلسطين
وأوضح الحمصي أن «القلمون الغربي وتحديداً الجرود، شهد خلال الايام الماضية معارك عنيفة متقطعة بين جبهة النصرة من جهة وقوات النظام و»حزب الله» وحركة تحرير فلسطين التي ظهر لها شعار اثر تحرير «جبهة النصرة» نقطة المش في القلمون»، مشيراً إلى أن «النصرة باتت منذ يومين على مشارف بلدة فليطة في القلمون المحاذية لمدينة يبرود المحتلة».
اما في القلمون الشرقي، فيشير الحمصي إلى أن «جيش تحرير الشام أطلق بقيادة فراس بيطار معركة «ضرب النواصي» وبدأت الاشتباكات والمعارك بينه وبين جيش النظام وميليشيا «حزب الله». وعلى اثر هذه الاشتباكات تمكن جيش تحرير الشام من السيطرة على طريق دمشق – بغداد الدولي وهي من أهم طرق النظام السوري، كما تمكن من تدمير دبابتين وقتل العشرات من جيش النظام وحرر نقاطا جديدة».