طردت فصائل معارضة من “الجيش السوري الحر” مدعومة بتوغل القوات الخاصة التركية وغطاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة “داعش” من مدينة جرابلس آخر مدينة تربط التنظيم مع العالم الخارجي، وسط أنباء أفادت بأن الفصائل ستواصل تطهير ريف حلب الشمالي من عناصر “داعش” وإغلاق أي منفذ له مع الحدود التركية. وأعلنت واشنطن دعمها أنقرة في الهجوم على جرابلس، ودانت الحكومة السورية بـ”خجل” التوغل التركي واعتبرته انتهاكاً لسيادتها. وأعربت موسكو عن “قلق” من هذه العملية، إضافة إلى تحذير كردي لأنقرة من “الغرق في المستنقع السوري” ولم يصدر أي تعليق من طهران حتى ساعة متأخرة.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن عناصر الفصائل “سيطروا في شكل شبه كامل على جرابلس (30 ألف نسمة)، بعدما سحب داعش في الأيام الماضية معظم عناصره”، لافتاً إلى أن عملية السيطرة على جرابلس “جرت من دون مقاومة تذكر وسط أنباء عن خلايا نائمة للتنظيم داخل المدينة التي سيطر عليها مطلع العام 2014”. وقال المرصد: “بهذه السيطرة يكون داعش خسر آخر معقل له على الحدود السورية – التركية، وبات بلا حدود خارجية، إلا حدوده مع العراق”.
وقال القيادي في “فرقة السلطان مراد” أحمد عثمان لوكالة “فرانس برس” عبر الهاتف “باتت جرابلس محررة بالكامل” الأمر الذي أكده مصدر في المكتب الإعلامي لـ “حركة نور الدين زنكي”، مشيراً إلى “انسحاب تنظيم داعش إلى مدينة الباب” التي باتت معقله الأخير في محافظة حلب. كما أعلن “فيلق الشام” بدوره “تحرير مدينة جرابلس بالكامل من عصابات داعش الإرهابية”، عارضاً صوراً للمدينة التي بدت شوارعها مقفرة ولم يظهر فيها أي أثر للحياة. وأظهرت الصور أيضاً رفع علم الثورة السورية وبقايا أعلام وشعارات لـ “داعش” على الجدران والساحات العامة.
وانطلقت عملية “درع الفرات” صباح أمس الاول بمشاركة حوالى 1200 عنصر معارض تدربوا أسبوعاً في تركيا بالتزامن مع الذكرى الـ 500 لمعركة مرج دابق التي أجتاح فيها العثمانيون العالم العربي من قرية بهذا الاسم في ريف حلب. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال صراحة إن العملية التركية لا تستهدف “داعش” فقط بل أيضاً حزب الاتحاد الديموقراطي الذي تصفه أنقرة بأنه تنظيم إرهابي تابع لحزب العمال الكردستاني. وتتواجد “قوات سورية الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، عمودها الفقري على بعد حوالى عشرة كيلومترات جنوب مدينة جرابلس.