بمناسبة نشر مقالي الاسبوع الماضي الذي يحمل عنوان «امرأة هدية» وجّه لي صديق التلغراف عادل منصور انتقاداً بأني اكتب احياناً عن الجنس.. وكانت المذيعة المعروفة ايمان ريمان قد وجهت لي ذات الانتقاذ على الفايسبوك وقالت : «ماذا يفيدنا هذا النوع من المقالات؟« لهذا رأيت ان اوضّح اسباب كتابتي احياناً عن الجنس. فإني اكتب عن الجنس من باب الثقافة الجنسية والدراسات العلمية.. فهل تعرف بأن اهم سببين للطلاق وانهيار العائلة في الجتمع الغربي هما عدم التكافؤ الجنسي والمشاكل المالية.. وغير ذلك فإن الجنس هو عامل سعادة ومتعة بين الزوجين او بين رجل وامرأة.. فإن التمتع بالعلاقة الجنسية واشباعها يعزز الحب بين الطرفين ويقوي من التفاهم بينهما ويسهم في حل خلافات كثيرة.. ويمنح الطرفين الهدوء النفسي لأنه يخفف من التوتر النفسي ويساعد في الحفاظ على الصحة الجسدية.. فهناك علاقة متداخلة بشكل عضوي نفسي بين العقل والجسد تربط بينهما العملية الجنسية.. فمثلاً يوصي اطباء القلب بممارسة الجنس من اجل تحريك الدورة الدموية والحفاظ على سلامة القلب.. والوقاية من مرض البروستاتا .

كل هذه الفوائد تجنى من الجنس بشرط ان يمارس بطريقة سليمة بمعنى التمتع بالشكل الذي يرضي الطرفين… فإن الجنس اولاً واخيراً هو غريزة متأصلة في الانسان.. واذا وصلت الى درجة الشبق دون ارتواء فقد يؤدي ذلك  الى القلق والتوتر بطريقة لا شعورية قبل ان تبدو بطريقة شعورية.

وانني اذكر في بلادنا الأم لم يعلمونا في المناهج التعليمية في المدارس عن الجنس والنمو والبلوغ سواء في الصغر او في الكبر… ولا اذكر كذلك ان اهالينا قد علمونا عن الجنس والعاطفة والنمو النفسي والجنسي.. وكان ذلك يعتبر عيباً.. ومعظم المراهقين في بلادنا الأم يستقون المعرفة الجنسية عن طريق الاصدقاء.. وربما لا تكون مصادرها دقيقة او حتى سليمة.. وعلى سبيل المثال ان المجتمع العربي التقليدي يفصل الرجل عن المرأة ويضعها في مرتبة ادنى من الرجل مع انها النصف الآخر المهم للمجتمع.. ولم نتعلم بأن المرأة لها حقوق جنسية يجب اشباعها مثل الرجل.. وان اجمل اتصال جنسي هو القائم على العاطفة المتبادلة بين الجنسين..

ومن هنا تبرز اهمية الثقافة الجنسية للجنسين ومع ان استراليا متقدمة على العرب  في هذا المجال الا ان هناك حاجة الى المزيد من الاصلاح.. فقد اعلنت حكومة راد السابقة عن اعادة تصميم المناهج التعليمية في كل الولايات والمقاطعات على نحوعام وموحد.. واقرار التعليم الاجباري للجنس في المدارس الابتدائية وحتى المدارس الثانوية.. فإن الثقافة الجنسية هامة جداً.. فمن الطبيعي يجب إعداد الاطفال منذ سن الرشد بتسلحهم بالمعلومات الصحية عن الجنس.. فإن اهم سبب لانهيار العائلة والطلاق هو فشل العلاقة الجنسية بين الزوجين.

ويجب تعليم الاطفال منذ الصغر بحماية انفسهم من الاعتداء عليهم جنسياً.. لأن اهم اسباب وقوع الشخص في مخالب الامراض النفسية والانحرافات السلوكية هو الاعتداء عليه جنسياً في الصغر.

والواقع ان الثقافة الجنسية يجب الا تقتصر على تعليم اصول العملية الجنسية.. ولكن يجب ان تتضمن التنمية الشخصية منذ الطفولة وحى سن الرشد.. بما فيها العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.. والاجهاض.. ومنع الحمل.. واحترام المرأة.. والحمل والعلاقات الزوجية.. والصحة.. والجنس الآمن.. فإن المعرفة نور.. والعلم في الصغر كالنقش في الحجر.