ينعقد الحوار اليوم الاربعاء في التاسع من الجاري على وقع التظاهرات وقرع الطبول، بدعوة من لجنة «التنسيق بين هيئات المجتمع المدني»، وبالتزامن مع التحركات المطلبية في المناطق اللبنانية، إستكمالا للنضال من أجل تحقيق المطالب، وتحت عنوان» أيلول المواطن أولا»، كي «يستعيد المواطن مكانته في قلب القرارات العامة، تمهيدا لتطبيق الدستور بشكل فعلي، وبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة على ركام نظام المحاصصة والفساد، دولة يكون قضاؤها مستقلا، وتضمن للمواطنين حقوقهم المدنية والاقتصادية والاجتماعية، من أجور وسلسلة رتب ورواتب عادلة، وخدمات من كهرباء وماء وصحة وتعليم، وبيئة سليمة لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة ، وانتخابات نيابية وصولاً الى عودة الشرعية لمؤسسات الدولة والى ما هنالك، من اجل كل هذا سننزل الى الشارع ، ليسمعوا حيث هم صرخات حناجرنا وقرعات طبولنا….».
هكذا تختصر لجنة التنسيق بين هيئات المجتمع المدني مطالبها، وتضعه ضمن مشهد شعبي مدوي، سيكون حاضراً بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار في ساحة النجمة، وهذه التظاهرة سيكون لها نكهة خاصة لانها تقام على وقع صخب الحوار وقرع الطبول، علّها تصل الى الآذان التي لا تريد ان تسمع، اذ ان ما يجري اليوم من تظاهرات شبه يومية تجمع كل الفئات الشعبية تقريباً، بات يقلق اللبنانيين، وهنالك خوف كبير من الأيام المقبلة التي قد تشهد بحسب القراءة السياسية، تصعيداً خطراً للصراع في لبنان، مخافة ان يحوّل البعض هذا النضال الى فتنة وانقلاب على ما تبقى من الدولة، بعدما بات الفراغ الثلاثي مسيطراً على مؤسساتها الدستورية، وهنالك مخاوف من استغلال البعض لهذه التظاهرات لأهداف سياسية مبطّنة، في ظل وجود «مندسين» موجهين من افرقاء سياسييّن باتوا معروفين، خصوصاً من قبل الاجهزة الامنية التي اشارت الى وجود غرباء يقومون بأعمال الشغب والتكسير، لإعطاء الطابع الفوضوي للتظاهرات التي بدأت سلمية وحوّلها هؤلاء الى مكان لـ»فشة خلقهم».
لكن الاهم من كل ذلك هو توحيد المطالب اولاً، لان البعض يطالب برفع النفايات، والبعض الاخر بإسقاط الحكومة، فيما آخرون يطالبون بالكهرباء والمياه، إضافة الى مَن تندرج مطالبه في الطليعة بالقضاء على الفساد، اذ أن التظاهرات التي بدأت منذ فترة تفتقد الى قائد مدني بعيد كلياً عن أي خط سياسي، وما نشهده هو الفوضى التي سمحت للمندسين بالتسلّل وجعل المطالب المحقة معبراً للسارقين والغرباء، لذا لا بدَ من وجود تنظيم ولجان تنسيقية، مع نصيحة الى المتظاهرين بضرورة الاعتصام المفتوح امام المجلس النيابي الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، لان التغيير ينطلق من هنا، فهذا الموقع هو الممر الالزامي الذي يمتلك وحده صلاحية تكليف شخصية جديدة تشكيل الحكومة، لان اكثرية المتظاهرين لا يعرفون ذلك، فهم يطالبون بإسقاط الحكومة في ظل غياب الرئيس وهذا لا ينفع بل يزيد الطين بلّة.
وسط كل هذا فهنالك هواجس من مشروع البعض، الذي يهدف الى ضياع ركائز النظام السياسي، بدءاً من تعطيل الاستحقاقات الدستورية وأبرزها رئاسة الجمهورية، ومحاولة تعطيل عمل المجلس النيابي والحكومة، فيما المطلوب دعم هذه المؤسسات ومعالجة الفراغ خصوصاً في الموقع الاول، لتنطلق بعده اسس التغيّير، لذا إقرعوا طبولكم من اجل التغييّر نحو الافضل …، وهذا الافضل لا يتحقق إلا اذا إنطلقت التظاهرات الشعبية للمطالبة بإنتخاب رئيس على وقع الطبول الفرحة…