خاص بجريدة التلغراف©

يقوم علماء استراليون بتحليل مياه الصرف الصحي في استراليا لتحديد مدى انتشار استخدام المخدرات والكحول، ومن المتوقع ان يكون لهذه الاختبارات آثار واسعة النطاق لفهم اعمق لصحة الاستراليين، بما في ذلك انتشار الامراض الى جانب الادمان على المخدرات والكحول.
ويقوم باحثون يومياً بتحليل عينات من مياه الصرف الصحي في مواقع سرية في مختلف انحاء البلاد.
وصرح جاك اوبراين وهو احد الباحثين من جامعة كوينزلاند ان الباحثين قاموا خلال العام الماضي من جمع عينات لـ 44 بالمئة من سكان استراليات من 15 موقعاً لتنقية الصرف الصحي، وان كل عينة تتضمن معلومات عن اناس يتراوح عددهم بين الف ومليوني مواطن.
وذكر الباحث انهم وجدوا في تحاليل اجروها مؤخراً في احدى مدن كوينزلاند ارتفاعاً بنسبة 5 بالمئة في تناول مخدر الميتامفيتامين منذ سنة 2009. وتمكن العلماء من تحديد الكمية المستهلكة من المخدر وهم يعتقدون انها ميليغرام لكل مقيم في هذه المدينة.
وبامكان التحاليل ان تكشف مواد مخدرة اخرى مثل الميتادون وحبوب الهلوسة والآيس وMDA و MDMA والماريجوانا. وشرح الباحث جوشين مولار انه بالامكان اكتشاف امور عديدة اخرى من الصرف الصحي تتعلق بالوضع الصحي العام للاستراليين. ويتمكن بالتالي تحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال لفهم اعمق وادق للاوضاع الصحية.
وقال ان تحديد نسبة المخدرات كان مدخلاً لاكتشاف امور عديدة هامة ومنطلقاً لعلم جديد. واكد انه يمكن في المستقبل القريب قياس الوضع الصحي العام لدى المواطن الاسترالي. ويمكن بالتالي معرفة كميات الخضار والفواكهة التي يتناولها الاستراليون وتحديد انتشار الكحول والسجائر ومدى استهلاكهما.
وقال انه من الممكن قريباً تكوين صورة دقيقة عن المكونات البيولوجية للمواطن الاسترالي، وقد نتمكن من تحديد مستوى السعادة او القلق لديه. وقال ان احتمالات عديدة هي واردة وهذا يتوقف على نوع وتقدم التقنيات.
وقال ان الباحثين يقومون بالاحتفاظ بالعينات لأن التقنيات في المستقبل ستصبح دون شك اكثر تقدّماً، وبالامكان العودة الى هذه العينات لمعرفة امور عديدة عن نمط الحياة لدى الاستراليين في حقبة معينة ومقارنتها مع التبدلات في المواد المستهلكة والمواد التي سيتناولها الاستراليون مستقبلاً.
وتوقع الباحث ان السنوات العشرة او العشرين المقبلة قد تفتح آفاقاً جديدة وتساعد على معرفة ادق لنمط حياة الشعب الاسترالي.
واكد الباحث ان استهلاك الكحول جاء اقل مما كان متوقعاً. وشرح ان عينات فحصت في كانبيرا وتوومبا اظهرت ان استهلاك الكحول اليومي يقدّر بحوالي 15 ميليغراماً للشخص الواحد في كانبيرا و10 ملغ في توومبا، فيما المعدل الوطني هو 12،5 ميليغراماً حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقال اوبراين ان تحليل مجارير الصرف الصحية تكشف حقيقة الوضع الصحي العام  في استراليا دون ان تعرف هوية المواطنين.