اختتمت القمة العربية في الظهران مساء أمس الأول ببيان أكد على الحل السياسي للأزمة السوريّة، وعلى أهمية تسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية. كما أكد على الالتزام بمحاربة الإرهاب وإزالة أسبابه.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان افتتح القمة بعد ظهر أمس، وأطلق عليها اسم قمة القدس وأعلن عن التبرع بـ 150 مليون دولار للأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة، و50 مليونا لوكالة الأونروا.
وقال الملك سلمان في كلمته: إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتَوَتْ بنارها العديد من الدول العربية. ونجدد في هذا الخصوص الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية. وندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبثّ النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي.
كلمة عون
وقد ألقى الرئيس ميشال عون خطاباً في القمة، أبدى فيه تخوُّفه من وجود ملامح سياسية تُرسم لمنطقتنا ستنال منّا جميعا في حال نجاحها، وتساءل: هل ننتظر حدوثها لنعالج النتائج أم نقوم بعمل وقائي لنمنع وقوعها؟.
واعتبر أن الحرب الدولية على أرضنا لم تعد بالوكالة، وكل مجريات الأحداث تشير إلى أنها تتجه لتصبح بالأصالة، وهي إذا ما اندلعت فعلا، فستقضي على ما تبقّى من استقرار واقتصاد وحجر وبشر في أوطاننا.
ولفت الرئيس عون إلى أن لبنان تلقّى العدد الأكبر من موجات النزوح السوري إلى أرضه بحكم الجغرافيا والجوار، إلى حدّ يفوق قدراته على الاستيعاب والمعالجة، معتبراً أن هذه المشك
لة تعنينا جميعا، ولا يجوز أن تتحمل عبئها فقط دول الجوار السوري.

تعزيز العمل المشترك

وقد أكد القادة العرب في البيان الختامي على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي أمتنا من الأخطار المحدقة بها، وتصون الأمن والاستقرار.
وشددوا مجدداً على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين. كما شددوا على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي تنتهجها جميع الدول العربية في قمة بيروت في العام 2002. وأكد القادة العرب بطلان وعدم شرعية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع رفضهم القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث ستبقى القدس عاصمة فلسطين العربية، وحذروا من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس.
وقال القادة العرب في البيان: نرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولي ولميثاق منظمة الأمم المتحدة.
وأكدوا الحرص على بناء علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي مع دول الجوار العربي بما يكفل إرساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار ودفع عجلة التنمية.