خاص بجريدة التلغراف

كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

يذهب باراك اوباما الى اليابان هذا الشهر ولا يعتذر … عنوان سوريالي اميركي قرأناه امس الأول، وكأن الاعتذار ليس من شيمة رعاة البقر.
لقد استعمر الانكليز جنوب افريقيا سحابة عقود وسجنوا مناضلها الاول نلسون مانديلا 27 عاماً، ليعودوا ويرفعوا له تمثالاً في اجمل ساحات لندن.
كيف يستطيع الاميركيون ان يطلبوا من اليابان ان تجعلهم شركاء في مصانع سياراتها بعدما غزت هذه السيارات شوارع نيويورك وواشنطن وصارت اكثر مبيعاً من سيارات «جنرال موتورز» و»فورد» الاميركيتين؟!
وكيف تستطيع واشنطن ان تجعل من اليابان شريكاً اقتصادياً وتكنولوجياً وهي لا تعترف انها قتلت عشرات الآلاف في آب سنة 1945 في هيروشيما وناغازاكي.
اليابانيون بدورهم اعتذروا للصين وكوريا الجنوبية بسبب استعبادهم نساء هاتين الدولتين، ولم تتأثر كراماتهم من هذا الاعتذار بل ازدادوا ثقة بأنفسهم وببلادهم.
اوباما يريد شراكة من طوكيو على كل المستويات ولا يريد ان يتذكّر ان بلاده رمت يوماً قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، حتى لا يعتذر.