ابراهيم براك
اسبوع الآلام , لم يجلب خلاصا للبنانيين من ويلاتهم ومصائبهم السياسية, والقيامة لم تجلب لهم الخلاص من طبقة سياسية فشلت بالرغم من وجود رئيس للجمهورية مصمم على الاصلاح والتغيير , مصمم على بناء دولة عادلة قوية.
مد وتمدد وامتداد وتمديد على وسع الشهية , خاصة اذا كانت الوجبة « فتوش « زحلاوي , فتوش خبير في فن طبخ القوانين المعدلة المعجلة المقررة …
غدا يأكل الشعب حصرما ويشرب سم التمديد لا التجديد, والنواب يأكلون طبخة «الفتوش» ويشربون نخب البقاء نوابا غصبا عن ارادة الناس بحجة « لا تقلي عجة»,…شبع الشعب اللبناني وعودا مزيفة, اما الفراغ واما التمديد, وبين حجة وحجة اخرى , نسمع لغة التهديد والوعيد , حرتقة طناجر وجعجة كلام لا ينفع ولا يفيد , بل يقطع الأنفاس وينفخ القلوب المليانة , وفي الهم والمآسي يزيد… قانون الإنتخاب ضاع بين الحلفاء والأخصام في اللجنة الرباعية , ضاع القانون كما ضاع في الماضي صديق فيروز « شادي»,
واختفى البارحة « بلال بدر» وفر من مخيم عين الحلوة… كما ضاع وفر « شاكر العبسي « من مخيم نهر البارد….
النائب نقولا فتوش تكفل التفتيش عن قانون التمديد, وفيروز ما زالت تسأل, اين شادي؟ ونحن نسأل , اين بلال بدر؟ خطاب القسم , اصبح عدة اقسام , وكل فريق يقسمه الحانا على وتر انغامه وفقا لمطامعه, حكومة العهد الاولى التي ارادها الرئيس جكومة انتقالية , قد تكون حكومة الأنتقال ما بين « أزمة وأزمة اخرى», وفي الحالتين يخسر الرئيس عون نتيجة الضربات القاسية التي تعترض مسيرته ومن كافة الجبهات والجهات…بلغ الخصام بين الرئيسين عون وبري ذروته, الأول طالب بألاسراع بانجاز القانون وفضل الفراغ على التمديد,… والثاني رد قائلا : «ان الفراغ ممنوع»,…
الضياع اصاب الجميع, ضاع اللبنانيون, هنا التمديد الى الأمام سر, وهنالك الجميع الى المواجهة در, الاشتباك الى الواجهة ,والساحات الى المواجهة, والشعارات تتوزع , من التمديد ممنوع !! الى الفراغ ممنوع!! …
من النسبي ممنوع !! الى المختلط ممنوع!!..
التمديد للمجلس مشكلة والفراغ أزمة, لما المصيبة هي انعدام الأحساس وفراغ الضمير والتمديد للويلات… والخوف كل الخوف هو من عودة قانون الدوحة , ويقولون للشعب « الى الستين در»…
الوزير باسيل قال الاسبوع الماضي بعد الوصول الى النفق المسدود: « حطينا القانون على جنب ورايحين نحضر التيار تينزل على الأرض»…لكن اتى موقف الرئيس بتجميد عمل المجلس لمدة شهر عسى يجمدون خلافاتهم ويعملون على انجاز قانون عادل ذو معيار واحد , قانون يخيط على قياس مصلحة اللبنانيين لا قانون يفصل على مقاس اهل السلطة كما يصر الحزب المعارض الوحيد , حزب الكتائب اللبنانية.
الكتائب وحدها كحزب يحق لها الإعتراض الديمقراطي في الشارع , اما احزاب تتمثل بنصف عدد الوزراء في الحكومة , اذا دعت للتظاهر فعليها الإستقالة اولا من السلطة, اما اذا اردوا الأعتراض في الشارع , نقول ويقول لهم الشعب,
عظيم , ضد من النزول الى الشارع, ضد الحلفاء الجدد؟ او ضد الحليف الحليف؟ او ضد حليف الحليف؟ او ضد وزراء التيار وتكتل الأصلاح والتغيير وحزب القوات الللبنانية, او ضد المعارضة « كتائب وحراك مدني وشعب شبع مرا ووعودا»؟
واليوم وبعد ان استعمل الرئيس صلاحياته واخر الصدام والتصادم , بدأنا نسمع عن حلول لمعضلة القانون, يقولون ان الخلاف ضاق بينما اطل علينا عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي قال:» ان امن لبنان متصل بأمن سوريا, وشن حملة على اميركا والسعودية», واضاف بما يتعلق بالشأن الانتخابي : « ان لبنان وصل الى شفير الهاوية والحكومة اللبنانية خسرت ثقة الناس , داعيا الى اتخاذ خطوات واجراءات استثتائية وان اتت على حساب التوافق والأستقرار السياسي في البلد» !!,,, وهنا تكمن المشكلة, وهل يستطيع اللبناني ان يثق بهذه الحكومة التي اتت نتيجة صفقة سياسية , لكن الكل فيها يغني على ليلاه, لا اتفاق ولا توافق , ولا حلول الا بالقوة, وعلى راس هذه القوة خيارات حزب الله …
…ضاعت الطاسة…ضاعة عقولنا…ضيعان الوعود ,ضيعان الأمال, مرة جديدة نتمنى ان يتمكن رئيس الجمهورية من تحقيق وعود خطاب القسم , والى ان يتم ذلك تعالوا نتذكر الموسيقار ملحم بركات ونردد معه تعا ننسى , تعا ننسى…