بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

يبحث اكثر من ستة آلاف شرطي ياباني عن لص منذ اكثر من اسبوع، لكنه ما زال طليقاً متوارياً عن الانظار، الأمر الذي دفع وزارة العدل للاعتذار من المواطنين.
واحتلت هذه القضية عناوين الصحف ونشرات الأخبار في اليابان، وتتبعت محطات التلفزيون وقائع المطاردة التي بدأت في الثامن من نيسان/ ابريل حين افلت تاتسوما هيراو البالغ 27 عاماً من رجال الأمن في سجن ماتسوياما في جزيرة إيماباري جنوب غرب اليابان.
ونشرت السلطات 6600 عنصر للبحث عنه، وهو عدد آخذ في الارتفاع مع التأخر في القبض عليه. ويوم الثلاثاء، قدمت وزيرة العدل يوكو كاواكامب اعتذارها من فشل الأجهزة الامنية في القبض على المطلوب. وقالت: “سمعت ان الحادث آثار الكثير من القلق بين السكان، لا سيما لأن مسنين كثراً يعيشون بمفردهم”. واضافت: “انا آسفة جدا”ً.
في لبنان اختفى لصوص واختفى مجرمون على امتداد ثلاثين عاماً، منهم من توارى عن الانظار ومنهم من هو امام الأبصار.. ليس مهما، فالكل متساوون.. امّا الأهم فهو اللصوص الذين يفرّخون كل يوم وعلى عينك يا تاجر وفوق صناديق الاقتراع وفي المظاريف المختومة، هؤلاء اللصوص، جزء منهم سيتسلم السلطة في لبنان وسيسهر، او من المفروض انه سيسهر على الديموقراطية والعدالة والشفافية، علماً ان فاقد الشيء لا يعطيه.
فهل يدرك اللبنانيون مَن سينتخبون، علماً اننا لم نسمع وزيراً يعتذر عن مئات بل آلاف اللصوص الهاربين او “الصامدين”.
حتى الاعتذار لا يستحقه اللبنانيون، وهم الذين يتغنون بأنهم يصدّرون الأدمغة الى العالم.
ولو كان اللص الياباني في لبنان، لكان اصبح بطلاً وليس مجرّد خبر في الشريط الأمني.