بقلم هاني الترك OAM

طالعتنا وسائل الاعلام امس بتقرير ان المهاجرين  واللاجئين الجدد يسألون الاطباء بإجراء العملية الوحشية لتشويه العضو التناسلي للأنثى والذي يسمونه الختان.. حتى ان المئات من المرضى والاطباء خضعوا للتدريب الخاص لتحديد وعلاج النساء اللواتي جرت لهن العملية الوحشية ووقعن ضحية الجريمة البشعة التي يعانين منها طيلة حياتهن.
وكنت انا اول من كتب عن هذه الجريمة الشنعاء في حق الفتيات عام 2012 في استراليا.. وحصلت مقالتي على الجائزة الاولى لأهم افتتاحية في الولاية لعام 2013 وقدم لي رئيس حكومة الولاية الجائزة آنذاك في احتفال كبير.
وملخص المقال انه لا يوجد في الاسلام ما ينص على ختان الفتيات.. وهذه الممارسة غير مقبولة ايضاً في المسيحية مع ان 90 في المئة من الفتيات في مصر يخضعن لعملية الختان.
وفي استراليا يقدّر عدد النساء اللواتي ولدن في بلاد تمارس شعوبها هذه العادة بـ 120 الف امرأة من بينها دول مثل مصر واليمن والسودان والامارات العربية المتحدة.
والواقع انه لا يوجد اي مبرر لختان الفتاة والذي يسمى احياناً بالطهارة فهو تقليد ثقافي وليس متطلباً دينياً.. والذين يمارسونه يعتقدون انه صحي وشرف العائلة ويزيد من خصوبة المرأة ويسهل من عملية الولادة.. وهذه المعتقدات كلها خاطئة.. حيث تفقد الفتاة جزءاً من الحساسية بدليل ان المرأة التي لم يجر لها الختان تستمتع بالمعاشرة الجنسية اكثر من تلك التي اجريت لها العملية.. بل ان الفتاة التي تجرى لها العملية قد تعاني من الآلام وتشويه العضو التناسلي وغيرها من المشاكل الطبية.
اضافة الى ذلك فان الختان يؤدي الى الضرر النفساني للفتاة لأن هناك علاقة تداخل كبيرة بين الممارسات الجنسية والحالة النفسية للفتاة.. كذلك يؤثر الختان على الصحة الجسدية والاجتماعية للفتاة مثل الانعزال الاجتماعي والشعور بالنقص.. فضلاً على انه يؤدي الى استعمال الرجل وسائل مختلفة من اجل اطالة اللقاء الجنسي مثل المخدرات او الخمور حتى يثير مشاعر شريكته من هذه الناحية.
واضافة الى ذلك اذا كانت الطريقة التي تستعمل في الختان بدائية فإنها تؤدي الى نزيف شديد وتعرضها للخطر.. فلا داعي لتعريض الفتاة لمشاكل جنسية ونفسية واجتماعية وصحية عديدة لا مبرر لها خلقها الله بشكل طبيعي.
ومن ناحية قانونية فإن ممارسة ختان الفتاة في استراليا وكذلك  اصطحاب الفتاة خارج استراليا لاجراء الختان غير قانوني وتحمل عقوبة السجن لمدة 21 عاماً.. ويطلب من اي شخص له معرفة باجراء عملية الختان الابلاغ للشرطة.. فإن المجتمع بالمرصاد ضد اي جريمة ترتكب في حق الانثى بحرمانها من حق طبيعي منحها الله اياه.