اقترب النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس من استكمال طوق آمن حول كامل مدينة دمشق، بعد الانتهاء من تهجير سكان الغوطة الشرقية من الرافضين للعودة تحت سيطرة النظام، توالت اتفاقات المصالحة في ريف دمشق الجنوبي، ومنطقة القلمون الشرقي لتجنيب المنطقة سياسة الأرض المحروقة كما حصل في الغوطة وقبلها داريا والمعظمية والزبداني وبلودان. وفي غضون ذلك بدا أن النظام حسم أمره لاقتحام مناطق الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك على أن تتصدر فصائل فلسطينية مقربة منه تنفذ العملية في المخيم.
ووسط قطع الاتصالات والتشويش على منطقة الضمير أكدت مصادر في اللجنة المدنية المفاوضة مع النظام في الضمير التوصل إلى اتفاق مبدئي، يضمن عدم اجتياح قوات النظام المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف مدني منهم نازحون من الغوطة الشرقية.
وأفادت مصادر متطابقة أن تفاصيل الاتفاق النهائي تتضمن “عدم السماح للميليشيات الإيرانية دخول المنطقة، والاقتصار على مركز يتبع الشرطة العسكرية الروسية للإشراف على الأمن في المدينة”، وأن مفاوضات اليوم سوف تتطرق إلى “إعداد الراغبين في الخروج ووجهتهم”.
وبالتوازي، من المنتظر أن يحسم اليوم مصير المفاوضات حول مصير منطقة شرق القلمون (شمال وشمال شرقي دمشق). و أكد فارس المنجد مدير المكتب الإعلامي لقوات “الشهيد أحمد العبدو”، كبرى المجموعات المسلحة المعارضة في المنطقة، أن “لقاء حاسماً سوف يعقد اليوم مع الجانب الروسي” وتنحصر الخيارات بين التهجير للمقاتلين وعائلاتهم وغير الراغبين في العودة إلى العيش تحت سيطرة النظام، أو لا يثقون بالضمانات الروسية. ورجحت مصادر مقربة من المفاوضات بين اللجان الأهلية والجانب الروسي أن “يتم التوصل إلى اتفاق يضمن عدم اجتياح النظام هذه المناطق، وإخراج مقاتلي الفصائل إلى شمال سورية”. ويقطن نحو 800 ألف مدني في مدن وتجمعات سكنية أهمها الرحيبة والناصرية والعطنة والمنصورة.
وفي مناطق الجنوب أعلنت مواقع معارضة التوصل إلى اتفاق بين النظام والمقاتلين في مدن يلدا وببيلا وبيت سحم، ويتضمن الاتفاق خروج مقاتلي “أبابيل حوران” إلى ريف درعا، فيما يتجه “أحرار الشام” و “لواء شام الرسول” و “جيش الإسلام” إلى شمال سورية.