اقام اللقاء اللبناني في استراليا عشاء على شرف النائب في البرلمان اللبناني ايهاب مطر شارك فيه قنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون ، النائب في برلمان ولاية نيوساوث ويليز جهاد ديب ، عضو المجلس التشريعي شوكت مسلماني ، ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان ، ممثلو احزاب وتيارات وحركات : الكتائب اللبنانية، حركة امل ، القوات اللبنانية ، التقدمي الاشتراكي ، الوطنيين الاحرار ، التيار الوطني الحر ، تيار المستقبل ، تيار المردة ، حركة الاستقلال واليسار الديمقراطي ، واعضاء بلديات ورؤساء جمعيات ومؤسسات ورجال اعمال وممثلو وسائل الاعلام واهل النائب مطر واصدقاء.
افتتحت المناسبة التي قدمتها الاعلامية نادين الشعار بالنشيدين الاسترالي واللبناني ، فدقيقة صمت حداداً على ارواح ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا ، ثم دعاء لراحة انفس الضحايا تلاه الشيخ مالك زيدان الذي تمنى الخير والتوفيق للنائب مطر وان يوفقه الله لما فيه الخير للعباد والبلاد .
ثم القت الشعار كلمة اللقاء اللبناني وتحدثت عن اهدافه الإنسانية والاجتماعية.
معكرون
والقى القنصل معكرون كلمة هنأ فيها النائب مطر «على دخوله الى الندوة البرلمانية وهذا انجاز له وللجالية اللبنانية معتبراً ان كل فرد من ابناء الجالية هو سفير للبنان». كما تحدث عن الصعاب التي تواجهها القنصلية العامة في سيدني نتيجة النقص في الموظفين بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان .
ديب
والقى النائب ديب كلمة دعا فيها النائب مطر الى العمل بكل ما لديه من قدرات على مساعدة لبنان واللبنانيين في هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية مشدداً على اهمية التضامن بين مختلف اعضاء مجلس النواب والاحزاب من اجل انقاذ لبنان بعيداً عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة .
حرب
بعد ذلك جرى عرض شريط فيديو عن حياة النائب مطر ، فكلمة لرئيس تحرير النهار الاسترالية انور حرب ، قدم خلالها النائب الضيف معتبراً انه حقق انجازاً تاريخياً حيث انه اول لبناني – استرالي من ابناء الجالية يترشح ويفوز في الانتخابات النيابية في لبنان . ونوه بالحضور الحاشد والجامع لكل الاحزاب والمؤسسات اللبنانية في يوم لبناني وطني. وطالبه بمتابعة مسيرته في مهمة اعادة بناء وطن الارز .
مطر
وفي الختام كانت كلمة للنائب قدم في بدايتها التعازي بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا ، وقال :أرحب بالحضور الكريم ، حضور متنوّع من نساء وأحزاب ومستقلين ومن طوائف عدة هذا مصدر قوة لبنان”.
قدرنا، نحن اللبنانيين، أن نلتقي مهما كانت الظروف وفي أي زمان ومكان. ونحن الذين تغربنا طويلا عن الوطن ندرك هذه الحقيقة، ونعيشها في يومياتنا، ربما وللأسف أكثر من أهل الوطن الذين تباعد بينهم جبهات حزبية وسياسية وطائفية ومذهبية… تباعدٌ كلف لبنان الكثير من شبابه وموارده في حروب أهلية لا تنتهي حتى تبدأ من جديد.
في الاغتراب، من مسافة بعيدة، نرى الوطن أحلى، أصفى، مثلما غنته فيروز، ويستحق كل الخير مثلما نأمل نحن المغتربين، باعتبارنا سندا دائما له ولأهلنا في أيام الشدة المتواصلة منذ سنوات.
لوقت طويل كانت صورة المغترب عبارة عن حوالة مالية مرسلة الى عنوان ما في لبنان. كانت تحويلات المغتربين بند في إيرادات الدولة، بند دائم وبارز. لكن المغترب المجرّب في وطنه الثاني مواطنية مختلفة وأخلاقيات سياسية منضبطة بين حقوق وواجبات واضحة جدا، صار سندا أيضا في السياسة الوطنية، قادرا على ضخ دم جديد، لبنان بأمس الحاجة اليه، إن كان له لينهض وينطلق.
من هنا انطلقت فكرة «اللقاء اللبناني» من أجل العمل على تفعيل دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج ومحاولة التواصل معهم في مختلف دول العالم، من أجل توحيد كلمتهم حول مبادئ وطنية أساسية ولكي يصبح لهم دورمهم في الحياة اللبنانية، والإستفادة من طاقات اللبنانيين الهائلة في أوطانهم الجديدة لدعم الوطن الأم على الصعد الإقتصادية والإجتماعية والتكنولوجية وسوى ذلك من خبرات اكتسبوها في مواقعهم في الخارج.
الكل يعلم أن لبنان بلد منكوب، بحاجة أولا وقبل كل شيء الى حياة سياسية جديدة، الى قيم ديمقراطية حقيقية ترتكز على المواطن، بواقعه ومستقبله. هذا هو الدور المفترض للمغترب اليوم لإنقاذ لبنان. فكلنا نعرف ونتابع حالة الوطن. من بيروت للشمال، من الساحل للجبل، من الجنوب للبقاع، الأوضاع مقلقة، وكل شي ينذر بمزيد من الانهيار وبتفاقم معاناة أهلنا.
للأسف فعلا، وأنا كنائب وأحد ممثلي الأمة صرت أخجل من أداء المجلس النيابي، العاجز تماما عن مواجهة الشغور بانتخاب رئيس للجمهورية، فيما الدولار يشطح صوب لـ70 ألف ليرة، والقضاء إجمالاً معطل. وهناك فلتان أمني بمناطق كتيرة، والمالية والعقارية والنافعة مغلقة. البطالة على مستوى مرتفع جداً، والناس تدفع ما فوقها وما تحتها لتضيء بيوتها، والأدوية شبه مفقودة وكتير من الناس ما عادوا قادرين على شراء دواء أو زيارة طبيب.
البلد مشلول بكل معنى الكلمة، ومؤسساته بالحضيض، وضرب الفساد كل جذورالدولة وكل القطاعات الخاصة والعامة واي تأخير بمحاولة الصعود من الهاوية يزيد من استحالة الفرج، فهذه الازمة الممتدة من 3 سنوات فضحت الجميع، وكشفت هشاشة بنيان الكيان اللبناني، بعدما تبين بشكل صارخ ان قرارالجماعات والقوى ليس محليا، والكل ينتظر كلمة سر من عاصمة أجنبية ما.
حتى الحوار اللبناني اللبناني صار ممنوعا الا بضوء أخضر من الخارج.
صار الانقسام بالبلد عموديا، وليس مجرد خلاقات على تقاسم جبنة السلطة والدولة. إنقسام عمودي طائفي ينذر بإعادتنا الى مرحلة ما قبل الحرب، من هنا جاء دورنا…
نعم جاء دورنا ولن نفقد الأمل ويجب أن نضع أيدينا بأيادي بعضنا ونسعى كلنا كأشخاص مستقلين أو حزبيين أو معارضين إلى وقف الانهيار ونمنع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ونحافظ على النعمة التي وهبنا إياها الله وهي لبنان الذي كان وسيعود بقدرة بنيه إلى الخريطة السياسية والسياحية، ومقصداً للجميع.
الفراغ الرئاسي أو الشغور، مرفوض جملة وتفصيلا، طبعا هناك العديد من الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية، لن ندخل في الأسماء بل الأهم هي مؤهلات فخامته الذي سيتحمل مسؤولية تاريخية لانتشال لبنان من الهاوية ويعيده بلدا محترما بين البلدان المحيطة وعلى مستوى العالم. المهم ان نقدر على اختيار وانتخاب رئيسنا بإرادتنا. ولتكن أستراليا نموذجاً للبنانيين.
كلمة أخيرة من القلب، الكل يعلم أن العيش في بلد كأستراليا أهين من الحياة في لبنان، فهنا يوجد استقرار أمني ومادي وهناك اختلاف في نمط الحياة، فكل شي متوفر، ورغم ذلك اخترت العودة إلى لبنان حيث الصعاب، ولكن لن نقبل أن نكون على هامش السياسة أو استكمال عدد في مجلس النواب، بل نسعى إلى أن نكون في قلب المعترك السياسي وفي قلب معركة التغيير التي يحتاجها لبنان لإعادة لبنان المسلوخ عن العالم العربي فهي معركة وجود، أن نكون في المعركة أو لا نكون .