محمد خضير

المقدمة ..
يقصد بالميتا.. سرد أو الميتا ..قص
ذلك الخطاب المتعالي ..الذي يصف العملية الإبداعية ..نظرية ونقداً.
وقد أشار ديفيد لودج في كتابه الفن الروائي إلى أن تقنية الميتا سرد: هي قصة عن القصة: روايات وقصص تلفت الإنتباه إلى وضعها الخيالي وإلى وقائع تأليفها . كما يعدُّ الميتا سرد كتابة نرجسية.. تقوم على التمركز الذاتي أي أنه سرد مكتفٍ بذاته.

التقطت عدسة القاص محمد خضير واقعاً سردياً .. ميتا قصصي .
بشكل غرائبي في محطات قطارات ليليلة .
عند منتصف ليلة باردة .
في محطات خارج السكك .
وخارج المدن والزمن .
فيما جسد المؤلف واقعاً سردياً لجندي يحلم .
بواقع افتراضي داخل عربات قطارات ليلة فارغة ومن خلال انزياح الصورة مرة أخرى .
لجندي يجلس في محطة قطار فارغة المعالم .
لينتقل بعدسته الى قاعة السينما .
في لعبة استحضار الماضي
الذي اخترق صمت الواقع
ليكشف عن لعبة النص .
السردية الإفتراضية وحلم الجندي .عبر متن سردي خيالي يتحدث عن تحول الحلم الى لقطة سينمائية قصدية .
و لعل حاجته إلى الحبيبة المفقودة بوصفها رفيقا ًحميما ًفي تجربته الإفتراضية .
التي تعدت الأزمنة والأمكنه والمحطات .
المرأة :
?ـ أشعر بالبرد
?اجابها
?ـ بدأ الفيلم.
?تلفتت المرأة حولها
?كانت مساند الكراسي الفارغة تتجاور مقوسة، وتنتهي عند الجدران في حركة متموّجة قصيرة تحت ضوء الشاشة. قالت:
?ـ لم يحضر أحد غيرنا. هل هو فيلم مملّ؟
?ـ إنّه فيلم من أجلنا نحن الاثنين.
ضحكت المرأة، في حين أحاط الرجل كتفها بذراعه. جاءت فترة هدوء مظلمة، انتهت باندفاع قطار صاخب، قطع الشاشة العريضة، وتوالت نوافذه الداكنة من دون أن يبدو خلفها أحد. كان القطار خالياً. ثم انتقلت اللقطة فتركزت على محاور عجلاته المتحركة بسرعة هائل
ومن خلال بنية النص القصصي والنسخ الميتاسردي للمتن الحكائي .
جمعت قصة القطارات الليلة لمحمد خضير (فكرة )….
الحلم ..والإنتظار.. والفراق ..ووحشة المكان.
في مجوعة فار?ونات اجتازت الواقع .
متفحصاً إمكانياته السردية
بلعبة سينمائية معاكسة للواقع .
الا إن شخص زاوية الحدث تشخيصاً دقيقاً .
وفي زمن سردي افتراضي أنتقل بالكاميرا من العقل الواعي الى اللاواعي . غير المرئي .المحجوب عن الرؤيا الحقيقة للفعل والكيونونة والواقع الخجول .
الملثم على هيئة أمرأة تخفي ملامحها البريئة وأنوثتها .خلف سواد عباءتها
الملتحفة بها من سكون الزمن .
لتلتحق بالجندي المسافر في فر?ونات الموت .
كمؤشر وعلامة من القاص على ان القطارات .
وسيلة نقل شاي?عة للجنود الملتحقين بوحداتهم العسكرية ا?و العاي?دين منها ا?لى بيوتهم.
ينقل المسافرين من الجنود الى جبهات القتال في الحرب العراقية الكردية .
أبان سبعينات القرن المنصرم لتحصد مئات الشهداء والمعاقين والجرحى بين الطرفين .
فذلك الجندي الذي علق كل آماله على كتف حبيبته وهو يتأملها.
لتكون بمقربة منه ورأسها مغطاة بمعطفه العسكري المتآكل .
ومن خلف نافذة القطار تسلمه إمرأة أخرى رسالة بيضاء معلقة هي الأخرى .
لعلها تصل الى حبيبها الذي يسكن خارج الزمن .
ان علامات النص التي شكلها الزمن القصصي .
في محطات قطار سريعة اخترقت الواقع. ليصل بنا القاص من محطة بغداد الى محطة آور .
فأحالتني اللقطة التشكيلة للقاص محمد خضير
الى ريل حمد والتماهي .
في قصة حب حقيقية بين شاعر عراقي وأمرأة .
اشبه مايكون توافقاً جميلاً
للأحبة في محطات القطار
واستذكار للمحطات .
بين الجندي وحبيبته المغطاة تحت معطفه
وكأنها تتلحف المعطف في فار?ونات القطار .
وكأن المرأة الملثمة هي نفس المرأة المغطاة بمعطف الجندي المتكأة على كتفه .
واحلامهما الربيعية الطرية المؤجلة .