استُكملت أمس الاول المرحلة الأولى من أكبر عملية إجلاء متبادل بين بلدات موالية للحكومة السورية وأخرى موالية للمعارضة، في خطوة يصفها منتقدون بأنها ستؤدي إلى «تغيير ديموغرافي». وشمل الإجلاء مسلحين ومواطنين من الزبداني ومضايا بريف دمشق الغربي، ومن الفوعة وكفريا بريف إدلب (شمال غربي سورية).
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أنه بدأ منذ ساعات الفجر «استكمال الجزء الثاني من المرحلة الأولى من اتفاق التغيير الديموغرافي» الذي توصلت إليه فصائل معارضة على رأسها «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام»، من جهة، وإيران و «حزب الله»، من جهة ثانية. ولعبت قطر وإيران دوراً في تسهيل الاتفاق الذي يُعتقد أنه سيؤدي أيضاً إلى الإفراج عن قطريين محتجزين لدى جماعة شيعية في العراق منذ 2015.
وانطلقت فجراً قرابة 45 حافلة تحمل نحو 3000 شخص من أهالي الفوعة وكفريا الشيعيتين بريف إدلب الشمالي الشرقي. وخرجت من البلدتين في اتجاه مدينة حلب الخاضعة لسيطرة القوات النظامية ووصلت إلى أطرافها الغربية (حي الراشدين). وأفاد «المرصد» بأن «من ضمن المجموع العام للخارجين نحو 700 من المسلحين الموالين» للحكم السوري. وتزامن هذا الخروج مع انطلاق 11 حافلة من ريف دمشق الشمالي الغربي نحو أطراف حلب في الشمال السوري. ولفت «المرصد» إلى أن الدفعة الخارجة من ريف دمشق تتضمن 158 شخصاً غالبيتهم الساحقة من المدنيين بالإضافة إلى 60 آخرين من الجبل الشرقي للزبداني و100 مقاتل من الفصائل خرجوا من منطقة سرغايا، موضحاً أن هؤلاء «خرجوا جميعاً نحو أطراف حلب تمهيداً لاستكمال طريقهم نحو إدلب مقابل إدخال قافلة الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب».
أما شبكة «الدرر الشامية» المعارضة فأوردت، من جهتها، أن «3 آلاف شخص، بينهم 700 مقاتل من حزب الله وميليشيات الدفاع الوطني المساندة للنظام السوري، خرجوا صباح الأربعاء من الفوعة وكفريا بريف إدلب، وتوجَّهوا إلى منطقة الراشدين بريف حلب، تمهيداً لعملية التبادل وعبورهم إلى مدينة حلب، بعد وصول مهجَّري الزبداني والجبل الشرقي» إلى المنطقة المحددة للتبادل في حلب (منطقة كاراجات الراموسة). وتابعت: «أن ما يقرب من 700 شخص خرجوا من الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي بريف دمشق، بينهم 200 مقاتل، وتوجَّهوا إلى الشمال السوري… ومن المفترض أن تشهد الساعات المقبلة خروج 750 معتقلاً من سجون النظام السوري، بينهم 170 امرأة». ولفتت إلى أن اتفاق الإجلاء المتبادل «يشمل السماح لسكان الفوعة وكفريا، بمن فيهم المقاتلون، بالخروج منهما باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري في حلب، مقابل إجلاء مقاتلي الزبداني ومضايا والجبل الشرقي وعوائلهم، من الراغبين في الخروج باتجاه الشمال السوري، بالإضافة إلى 1000 شخص من مخيم اليرموك، وإطلاق سراح 1500 معتقل من سجون النظام».