بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

إن ما تقدّمه استراليا للسلطة الفلسطينية عبر الصندوق الإئتماني التابع للبنك الدولي لا يساوي فلساً تجاه ما يقدّمه العالم من مساعدات لـ رام الله.

فالعشرة ملايين دولار استرالية هي مبلغ يعين ولا يشفي، يسد الجوع ولا يشبع. وحجة جوليا بيشوب في إيقاف هذا الدعم عن الفلسطينيين هي كالمثل القائل: «حجّة ما بتقلي عجّه».

عذر الاستراليين انه ربما ساعدت السلطة بعض عائلات الأسرى الفلسطينيين بجزء من هذه الاموال «وهذا يتناقض مع القيم الاسترالية».

وهل تقضي القيم الاسترالية بأن نحرم اطفالاً لا ذنب لهم من المساعدات الانسانية. أليس هناك ابناء عائلات كثيرة لمجرمين في السجون الاسترالية يعتاشون من الضمان الاجتماعي لأن القانون الاسترالي يعفيهم من اقترافات والديهم؟ فلماذا لا يسري هذا القانون «الانساني» على كل الاطفال، وهل صارت الانسانية في استراليا واحدة بزبدة واخرى بزيت؟!

.. حتى الولايات المتحدة لم تقدم على ما اقدمت عليه استراليا، فهي تعمل على تخفيض مساعداتها وليس على إلغائها.

والأسوأ ان التدبير الاسترالي تزامن مع تدبير مماثل اتخذه الكنيست الاسرائيلي.

ويبدو ان الحملة الانتخابية الفيدرالية بدأت منذ اليوم في استراليا في معسكر الإئتلاف الذي يجنح الى اليمين اكثر فأكثر كلما اقتربت هذه الانتخابات، ليذكّرنا بالباخرة تامبا التي كانت يوماً سبباً في فوز جون هاورد.

محمود عباس قال : «فليقطع الاستراليون مساعداتهم، فأنا لن اقطع اللقمة عن افواه اطفال ابرياء».

.. فالفلس الاسترالي الممنوع، لن يغيّر التاريخ في فلسطين؟؟