كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

الشهر الماضي، قدّمت استراليا مساهمة بقيمة 3٫6 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية للمتضررين من الجفاف في أفغانستان.

والاسبوع الماضي، ذكرت دراسة أن استراليا هي المانحة الأولى لدول الباسيفيك، إذ بلغت مساعداتها لهذه الدول بين عامي 2011 و 2017 ما مقداره 6٫5 مليار دولار استرالي.

والمساعدات الإنسانية الاسترالية لا تتوقف عبر السفارات والقنصليات والمؤسسات الخيرية من فيتنام إلى بنغلادش فدول الشرق الأوسط وإفريقيا وخاصة في السودان والصومال وصولاً إلى عدن في اليمن التي تسلمت منذ اسبوعين 15 طناً من الطعام للنازحين في المخيمات.

هذا غيض من فيض المساعدات الاسترالية إلى الخارج، لكن كثيرين من المواطنين الاستراليين وخاصة الإثنيين منهم رفعوا الصوت في الأيام القليلة الماضية داعين إلى تحرّك الدولة الاسترالية لمساعدة متضرري الجفاف خاصةً مزارعي ولاية نيو ساوث ويلز، ويقارنون مع ما تقدمه استراليا إلى الخارج.

وكي لا نجافي الحقيقة، نشير إلى أن الحكومتين الفيدرالية والمحلية تحركتا بشكل ملحوظ ورصدتا مساعدات عاجلة للمزارعين المتضررين، ولكن لا أحد يستطيع أن يفي على الأرض ما تحجبه السماء.

وهناك الكثير من المصارف والمؤسسات المالية ورجال الأعمال لا يوفرون جهداً في المساهمة كلٌ حسب إمكاناته، طبعاً مع بعض البخل لدى مؤسسات مصرفية كثيرة.

من هنا نقول للغيارى الإثنيين أن يضعوا أنفسهم بالصورة الحقيقية بما تقوم به استراليا وألاّ يحمّلوا حكومتها وزر القحط والجفاف، والأرقام تتوالى يومياً عن احجام المساعدات على الشاشات وفي الصحف والإذاعات وما عليهم إلا الاطلاع!.