يتابع الجيش تعزيز إجراءات الحماية المطلوبة لمنع تسر?ب أي خروق أمنية، سواء على الحدود أو في الداخل، وعينه على مخيمات النازحين السوريين لمنع استخدامها بيئة حاضنة لأي جماعات إرهابية تكفيرية، فيما عينه الأخرى شاخصة بقلق الى مخيم عين الحلوة كيلا يتحوّل الى مخيم نهر بارد جديد.
وفق مصادر امنية معنية ان بؤرة إرهاب تتمدّد داخل مخيم عين الحلوة، ولا سيما في حيي الطيرة والمنشية وفي جزء من حط?ين، إضافة الى حي الطوارئ الذي يعتبر في الأساس مركز الثقل. ففي هذه البقعة تنمو المجموعات الشبابية المنتمية الى»جبهة النصرة» أو»داعش» حيث عدد من القيادات المتطرفة المعروفة تستقطب الشبان والفتيان الصغار الى الفكر التكفيري الإرهابي والمتطرف. وفي مواجهة ذلك، يسعى الجيش اللبناني مع السلطة الفلسطينية ممثلة بسفارتها في بيروت وبحركة»فتح» داخل المخيم كي تحسم أمرها وقرارها بوضع حدّ لهذا التفلّت ولهذا التمدّد. وتشير المصادر الى أن الجيش الذي يراقب خطورة توس?ع هذه البؤرة لا يمكنه الوقوف متفر?جاً في انتظار أن تسيطر هذه المجموعات الارهابية التكفيرية على المخيم وتحو?له الى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بمن فيه وبمن على تماس معه. فإذا استمر تمدد»داعش» و»النصرة» في المخيم فقد يتحولون عبئاً على المخيم وخطراً على محيطهم، وأول من سيدفع الثمن هم أبناء المخيم، ليس من الجيش بل من هذه المجموعات المتفل?تة والخطرة. وقد أبلغ الجيش المعنيين بأنه لا يقبل بأن يتحوّل المخيم الى رهينة لمجموعة قتلة وإرهابيين، ومن مسؤولية السلطة الفلسطينية ومن واجبات»فتح» ان تحسم امرها وتوحّد قرارها وتنهي هذه الظاهرة لأنها تدفع بالمخيم الى الهوة، وقد توصله الى نكبة ثانية.
حتى الآن عجزت»فتح» عن منع التمد?د المتواصل لهذه الجماعات المتطرفة، مع العلم أنه سيأتي بداية وبطبيعة الحال على حساب وجودها ونفوذها». والسؤال: هل لأنها شاخت أم لأن كوادرها تشت?تت وأصبحت برؤوس كثيرة؟ يبدو أن هذا بعض من أسباب كثيرة، فيما النتيجة التي يرصدها الجيش ويحذر منها واحدة: ظاهرة المجموعات الارهابية تتمد?د في المخيم، والجيش حاسم في قراره بأنه لن يسمح بأي بؤر إرهابية في البلد. فإما ان تقف السلطة الفلسطينية وجماعتها في المخيم وقفة واحدة في وجه هذه المجموعات التكفيرية الارهابية، واما انها ستنكفئ وتصبح شيئاً فشيئاً مهم?شة ومعزولة. صحيح ان الجيش لن يدخل المخيم، ولكن اذا لم تتمكن»فتح» من وقف تمدّدهم فقد يحتل?ون أماكنها، وبذلك يصبحون على تماس مع الجيش وحواجزه. وبما أن هؤلاء مجموعات إرهابية تكفيرية لا يؤتمن لمخططاتها، فلا يستبعد وقوع اعتداء على الجيش او على المحيط، وعندئذ قد يجر المخيم الى مشكلة كبيرة. واستباقاً لهذه النتائج المتوقعة، ولتحو?ل هؤلاء قوة كبيرة وأخذهم المخيم رهينة، يضغط الجيش لمنع ذلك من الداخل، وإلا فهل يتحم?ل أهل المخيم أن يصبح نهر بارد جديداً؟ وأين يذهب نحو 70 ألف لاجئ؟
في الموازاة، لا يغفل الجيش المراقبة اليومية لمخيمات النازحين السوريين، ليس لأنها مشتبه فيها بل تحسّباً لتحو?لها بؤراً ارهابية. وهو في الساعات الاخيرة دهم المخيمات الحدودية في القاع ومشاريع القاع وأوقف نحو أربعمئة مخالف بسبب إقاماتهم غير الشرعية، وهو بهذه المداهمات ينفّذ عمليات تفتيش للمخيمات لإبقاء عينه على ما يجري داخلها. وترج?ح المصادر أن يكون الإرهابيون الثمانية الذين فج?روا أنفسهم في القاع قد جاؤوا من جرود عرسال حيث الحدود مشتركة ومفتوحة بين لبنان وسوريا. ولأن من أرسل ثمانية انتحاريين قادر على إرسال غيرهم، فالإجراءات الوقائية متخذة ومعز?زة، والجيش مرتاح الى وضعه وإمساكه بزمام المبادرة في المنطقة. وأياً كانت وجهة هؤلاء الانتحاريين، واياً كان المخطط، فقد تم? إفشاله في أرضه. أما الكلام عن تحويل المنطقة الى عسكرية فتستغربه المصادر لأن المنطقة هي في الواقع جبهة والجيش موجود فيها بقوة ومنها يرمي يومياً على المجموعات الارهابية.
في الخلاصة، تطمئن المصادر الامنية الى أن لا خوف على الأمن، بل هناك حذر وتأه?ب، والإجراءات المتخذة كفيلة بطمأنة اللبنانيين الى أن وضعهم الأمني أفضل منه في أي مكان آخر في العالم، والأحداث الاخيرة خير دليل على ذلك.