العراق ليس لكم وحدكم أيها الساعون لتغيير ديموغرافيته!؟، وأية حكومة عراقية هذه تطرح مشروعاً على مجلس النواب يقضي بالسماح لكل من يقيم سنة في العراق بالحصول على الجنسية العراقية؟!.

فيا هؤلاء الوزراء أخشى أن يكون التاريخ ما مرّ أمام بيوتكم، وأن الثقافة لم تعرّج على أحيائكم، وتأكدوا أنكم لن تستطيعوا أن تصادروا تاريخ العراق وتاريخ الكبار، فليس المتنبي ولا الرشيد ولا أبو تمام للبيع، وليست بغداد للذين يحكمون ولا يجيدون القراءة ،وليست الكوفة والنجف إِلَّا لأهلها، وليس المربد للمصادرة ولا الجاحظ يسمح لأحد أن ينال من لغة الضاد، ليست أمجاد سومر وأشور وبابل مطية لأهواء مراهقين في السياسة لا يفقهون من الوطنية إلا السير خلف شعاراتٍ مضلَّلة.

نحذرّكم من كل أصقاع العالم  وفي كل مكان يوجد فيه عربي، ونقول بصوت واحد أنّ العراق لنا جميعاً وليس لكم وحدكم، ولأن العراق هو ملك من يحبّونه فهو لنا، أمّا الذين يحكمونه ولا يحبّونه ، فمكانهم ليس فيه ولا يليق بهم أن يكونوا من موطن الجاحظ والمتنبي.

عودوا الى المدارس وأقرأوا تاريخكم كما قرأناه نحن، قبل أن يحكم عليكم التاريخ غداً بالخزي والعار والخيانة!!.

أكرّر ، العراق لنا نحن الذين عشقنا ادبه وشعره وشهرزاده وسندباده وجنائنه المعلّقة وفنّه وريادته وأوّلاً وأخيراً عروبته، نحبّه دون ان نحمل جنسيته على الورق لأننا نحملها بالقلب والفكر والروح..

إنهم يبيعون العراق وتاريخ العراق وأمجاد العراق. إنهم يسترخصون جنسية وطنهم وراحوا يعرضونها للقاصي والداني .. وإذا عاد حمورابي سيرسلهم جميعاً الى المشانق لأنهم لا يستحقون وطنهم..

لا يا سادة ، جنسية العراق أغلى من أن تكون سلعة يأيدي تجّار الهيكل!..

العراق لنا جميعاً وإيَّاكُم أن تفرّطوا بجوهرة العرب!.