بقلم هاني الترك OAM

تقول الاحصاءات ان امرأة واحدة من بين عشر نساء في نيو ساوث ويلز تحملن عن طريق التبرع بالسائل المنوي حيث قررن عدم الارتباط بأي رجل والعيش كأمهات منفردات ويعتبرن حياة الأمومة هي الوحدة بدون رجل.

هؤلاء النسوة قد فقدن البحث عن رجل مناسب لهن  اذ يقلن اصبح العثور على الرجل المناسب صعباً.. بعد ان كانت نسبة التلقيح الاصطناعي صفراً منذ عشر سنوات اصبحت هؤلاء النسوة لا تهمهن إنشاء العائلة التقليدية المؤلفة من رجل وامرأة واطفال.

فلم تعد المرأة في حاجة الى رجل حتى تصبح اماً لأطفال.. تفكّك مفهوم العائلة كوحدة اجتماعية اولى للمجتمع.. واصبح يتألف الآن من أم واحدة او سحاقيتين او لوطيين او رجل واحد.

ففي احدى الحالات امرأة عالمة نفس ثرية بروفسورة في الجامعة لم ترد ان ترتبط برجل .. ذهبت الى بنك السائل المنوي واختارت عيّنة من رجل انيق وسيم المنظر ذكاؤه مرتفع يعمل في منصب بروفسور علم الكومبيوتر في الجامعة .. لم تعرف اسمه .. وفي ليلة رومانسية اصطحبت السائل المنوي الى منزلها واشعلت الشموع وعزفت الموسيقى وفي اجواء غرامية زرعت السائل المنوي (من والد) طفلها المنتظر.

والنتيجة بعد الحمل انجاب طفل شكله جميل جداً .. بذكاء مرتفع جداً.. اشرفت على تربيته مربية خاصة .. فعند سن الثالثة قرأ ضمن ما قرأ موسوعة بريتانيكا .. ويتمتع بسيمفونيات موزارت وبيتهوفن وباخ وشوبارت وغيرهم من عظماء الموسيقى.

السؤال هنا: كيف سينمو هذا الطفل؟

صحيح ان نموه الفكري وذكاءه المرتفع الى درجة العبقرية الا انه سينشأ معقّداً .. ان الطفل هو مرأة المجتمع.. لأنه في حاجة المناخ الاجتماعي والنفسي ومهارة الحياة والى حنان الأبوين .. والا اذا كان ثمر تربية منفردة ربما يقع في انياب المرض النفسي والانحراف السلوكي مثل اللجوء الى الجريمة او الادمان على المخدرات  او الكحول.

فإلى اين يتجه المجتمع الغربي ؟

ان المجتمع الغربي يدمّر نفسه باسم الحرية .. والحضارة الغربية تسير في الدرب الخاطئ.. ولا يمكن التنبؤ بمسيرها .. ولكن تحمل في طياتها القضاء على نفسها.. انها تسير ضد الطبيعة.. فالحضارة الغربية القائمة على التكنولوجيا والمادة تخطو الى نهايتها الحتمية بالدمار.