ظهر رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، في العاصمة بغداد مرتديا زيا عسكريا، عندما زار موقع التفجير الانتحاري في منطقة “الكرادة”، مساء الثلاثاء، وذلك قبل أيام من مظاهرات دعا لها في العاصمة ضد الحكومة اليوم الجمعة.
ويأتي ذلك رغم دعوة مجلس الوزراء العراقي أنصار الصدر إلى تأجيل مظاهرات الجمعة لـ”تجنيب” البلاد الفوضى والتحديات الأمنية وتعطيل الخطط الخاصة بتحرير المناطق المختلفة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في بغداد.
وقد وصل مقتدى الصدر إلى العاصمة العراقية من مقره في النجف. ويبدو أن سبب ارتدائه الزي العسكري هو اجتماعه مع قادة “سرايا السلام” المسلحة التابعة له. وقد طلب منهم أن يكونوا “على أتم استعداد لمواجهة أي تطورات او أحداث تتطلب مشاركتهم فيها”، ومؤكدا في لقاء متلفز على “الاستعداد للتضحية لنصرة الشعب العراقي المظلوم”، ومشيرا إلى أن عليهم “توقع وجود جهات فاسدة معادية لنهج التيار الإصلاحي”.
وكان في استقبال الصدر عند وصوله إلى منطقة الكرادة، الآلاف من أتباعه الذين هتفوا تأييدا لوصوله إلى بغداد وبزيه العسكري. واطلع الصدر على آثار الدمار الذي خلفه التفجير الانتحاري في الكرادة بداية الأسبوع الماضي، وأوقع 292 قتيلا، بحسب إحصائية وزارة الصحة العراقية.
وكان الصدر دعا يوم الاثنين العراقيين إلى الخروج في “مظاهرات مهيبة” في ساحة التحرير في بغداد اليوم “لإزالة الفساد والظلم وإقالة جميع الفاسدين”، وفقا لتعبيره، مشددا على أن تكون المظاهرة “بدون مسميات أو صور أو هتافات وبدون حمل السلاح”. كما شدد على أن يحجم المتظاهرون عن التعدي على القوات الأمنية.
وقال في بيان له: “أدعو القوات الأمنية البطلة لحماية المتظاهرين اليوم الجمعة. وعلى المتظاهرين الالتزام بسلمية التظاهر وعدم ارتداء الزي العسكري وحمل السلاح فذلك ممنوع منعا باتا”.
ومنذ أشهر ينظم العراقيون مظاهرات في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، مطالبين بـ “تشكيل حكومة تكنوقراط، وإنهاء الخلافات السياسية الدائرة في البرلمان، وتقديم الفاسدين إلى القضاء”.
وفي 20 نيسان/ أبريل الماضي، قرر الصدر تجميد عضوية “كتلة الأحرار”، التابعة له في البرلمان العراقي، والتي تمتلك 34 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدا.