أنطوان القزي

 

يوم الخميس الماضي، وقف مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا فوق ركام الجميزة ومار مخايل متسلّحين بابتسامتين عريضين لا تقلان عن نصف متر والتقطا صورة سيليفي ( الصورة) لتكون تتويجاّ لزيارة الدعم الأميركية التي تهدف الى “طمس” زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون تحت عنوان “الأمر لنا”!.

 

ويوم الجمعة، جاءت زيارة الوزير الايراني محمد جواد ظريف الى بيروت ظريفة جداً ، فهو الوزير العالمي الوحيد الذي لم يتفقد أضرار الإنفجار، لأنه كان مشغولاً بإطلاق سلسلة قنابل إعلامية:”إن لبنان دولة حرّة سيّدة مستقلّة ولا يجب أن يتذرّع أحد ببالأسباب الإنسانية لأن لهؤلاء جميعاً أجندات وإملاءات”.. إنتهى

لا تضحكوا كثيراً ، فإيران هي الدولة الوحيدة التي تحترم سيادة لبنان وإيران هي البلد الوحيد الذي ليس لديه أجندات في لبنان ولا تتدخّل في شؤونه..رجاء أوقفوا الضحك واستمعوا الى ظرافة ظريف.

 

علّمتنا الأيام، ونحن نقف منذ خمسين سنة ونحصي المبعوثين الدوليين، علمتنا ألاّ نستمتع بتكرار أسطوانة المؤاساة والوعود،لأن بوم المبعوثين كان يدلّنا دائماً على الخراب.

فنحن لا نكتوي فقط من زيارات الغرباء الملغومة الى بلادنا بل لدينا في الداخل ما يكفينا من إحباطات وتحريف مسارات، يتحدثون وكأن زلزال المرفأ حصل منذ ألف عام.

فالرئيس نبيه بري رأى في استقالات بعض النواب من البرلمان مؤامرة على المجلس النيابي، وكلنا يعرف ودولته يعرف أن الاستقالات هي نتيجة الممارسات غير المحتملة من أهل السلطة ومن إخفاقاتهم ، وهل إذا وقف النائب الى جانب المواطنين في مآسيهم يكون متآمراً على مجلس النواب؟؟!، فهذه ليست لك يا دولة الرئيس ،فأنت أدرى بمكّة وشعابها” والزمن اليوم ليس زمن فانتيزيا سياسية.

وثالثة المصائب أن أهل سلطة تصريف الأعمال استبدلوا ثلاثة قضاة خلال 48 ساعة حتى وصلوا الى تعيين محقق عدلي لانفجار 4 آب.

 

 

 

في هذه الظلمة ، يبقى هناك بريق أمل، فتحت شعار”إيد بإيد منمسح الدمعة”، رأينا الافتتاح الرسمي لخيمة مساعدات المنظمات الشبابية العراقية ؛ إيمانا منهم “بأن بيروت وبغداد توأمان في الحضارة والثقافة ولا تتأخر إحداهنّ عن نجدة أختها في النكبات، فكلتاهما تجرّعت الألم وذاقت هول الجراح. من هنا،أتت اللهفة العراقية لبلسمة جراح بيروت عبر قوافل المساعدات الحكومية والشعبية لمساعدة الشعب اللبناني بعد فاجعة تفجير مرفأ بيروت. وها هي بغداد ترسل قوافل صهاريج المازوت عبر الحدود العراقية – السورية – اللبنانية، ويقوم شعبها بجهود جبارة للمساعدة من خلال المنظمات الشبابية العراقية”.

وبين “سيلفي هيل- شيا” وبين الخيمة العراقية، ترتسم فوق أطلال بيروت حدود الفولكلور الاستعراضي والأخوّة الحقيقية.