حسناً فعل ناشر «السفير» طلال سلمان بإرجاء إيقاف الصحيفة التي كان مقرّراً ان تتوقف عن الصدور اليوم الاربعاء.
انطلقت «السفير» سنة 1974 وانا في السادسة عشرة في زمن الانقسام العامودي الحاد بين اللبنانيين «انعزاليين ووطنيين» ، وكنا نرى في السفير خطاً سياسياً هو نقيض ما كنّا عليه آنذاك، ومع مرور الوقت وجدنا في هذا الخصم الشريف منبراًَ اعلامياً يستحق التقدير، لما حوت صفحاته من مساحات فكرية وانسانية وعلمية وفنية ما يشفي غليل النفوس بصرف النظر عن موقعها السياسي. وكان اللبناني اذا قرأ «النهار» و»السفير» لا يعود يحتاج الى قراءة صحيفة اخرى، لأنهما القمتّان ليس في لبنان وحسب بل وفي العالم العربي- بالإذن من الزميلة الكبرى «الاهرام» – لأنها كانت لسان حال الدولة المصرية وهي رسمية اكثر منها خاصة.
اليوم تطلق «السفير» الصرخة امام ضعف الامكانات المادية وتراجع سوق الصحافة الورقية.. مع علمنا ان تمديد اصدار السفير لا يعني ان حالتها بخير ولكن الى حدّ زمني معيّن.
لن نسأل عن مواقف طلال سلمان السياسية من باب احترام الرأي، ولن نسأل لماذا زار الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله منذ ايام لأن ميدان الاعلامي واسع، ولكننا نريد لـ»السفير» ان تبقى حتى لا يخفت  صوت الذين لا صوت لهم وحتى لا ينكسر القلم وحتى لا تسجن الأفكار في خزائن اصحابها.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com