بقلم هاني الترك OAM

فتح الزميلان سيلفا مزهر وسليم الفهد في البرنامج العربي اس بي اس قضية السجون وتساءلا هل الحياة فيها مثل الفنادق واذا اطلق سراح السجناء فإنهم يكررون جرائمهم؟ وقلت:
ان السجون في الولاية مكتظة بالسجناء ويبلغ عددهم حوالي 11،000 سجين والسجون الحالية لا تكفي السجناء لذلك تشيد الحكومة سجوناً جديدة.. وهناك سجون سوبر ماكس ذات التدابير الامنية الصارمة جداً يقبع فيها السجناء الخطرون جداً.. ونسبة المساجين العرب هي الاعلى بعد الابوروجينيين.. وتصلني احياناً من السجناء العرب رسائل يناشدوني فيها بالتدخل ونشر قصصهم مدعين براءتهم.. وهم يستمعون الآن للبرنامج العربي اس بي اس.. ولكن لا استطيع المساعدة بسبب ضيق وقتي وكوني لست محامياً..
غير انه في احدى المرات وصلتني رسالة من سجين عربي  قارئ دائم لـ «التلغراف» يطلب فيها زيارتي.. على ان احضر له بعض الكتب الدينية وخصوصاً عن معجزات السيد المسيح والسيدة العذراء مريم.. شعرت بالعطف نحوه.. وبالفعل قمت بزيارته في السجن وحملت معي بعض الكتب حسب طلبه.. رأيت هناك السجناء العرب يلتفون حول بعضهم.. وتابع ذلك الشخص الاتصال معي بعد ان امضى مدة العقوبة.. قام بزيارتي وارجع الكتب لي.. وعرفت ان السجن اعاد تأهيله واصبح مواطناً صالحاً.. وهو لا يزال يعمل في وظيفة شريفة.. تابعت قصص بعض السجناء العرب الذين تم تأهيلهم وخرجوا من السجن الى المجتمع.
ان احد اهداف السجن هو اعادة تأهيل السجناء.. وثانياً عقابهم على جرائمهم وثالثاً عزلهم عن المجتمع حتى لا يرتكبون الجرائم.. لكن هناك سجناء عتيدين لا يمكن اعادة تأهيلهم.. ويزدادون شراسة في السجن وحينما يُطلق سراحهم يعيدون ارتكاب الجرائم.. وهم مرضى نفسانيون.. واذكر حينما كنت اعمل مدير مكتبة ادارة المحاكم الابتدائية كانت تصلني مجلة من السجون بقلم المساجين انفسهم وكنت اقرأ احياناً بعضاً منها وارسلها الى القضاة للإطلاع عليها.. وهناك حالات مرضية مستعصية جداً يعاني منها بعض السجناء لا يمكن علاجها بالطب النفسي المعاصر.. وهي قصص محزنة للغاية لا يمكن سردها.. وعلى اصحابها القبوع خلف القضبان الحديدية ومستشفيات السجون طيلة حياتهم.